يبدو أن "أمام لبنان اسبوعين حافلين بالخطورة أي لحين موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 بشأن القضية السورية، نظرا لما لهذه القضية من انعكاسات وتاثيرات كبيرة على لبنان"، بحسب "وكالة أنباء فارس" الايرانية.
ونقلت الوكالة عن مراقبين قولهم إنّ الأيام المقبلة ستكون في غاية الخطورة، الأمر الذي يستدعي من القوات العسكرية والأمنية اللبنانية أن تكون على اهبة الاستعداد وبصورة مستمرة، معللين ذلك باقتراب موعد مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده لحل وتسوية الازمة السورية.
وتشير الوكالة الى ان البداية لهذه المرحلة كانت في الاسبوع الماضي من سلسلة الجبال الشرقية في لبنان حيث شهدت منطقتان فيها وهما عرسال والهرمل تحركات عسكرية من ضمنها اطلاق صواريخ وقذائف هاون من قبل "المجموعات الارهابية المسلحة" نحو الاراضي السورية، الامر الذي استدعى تدخل مروحيات الجيش السوري والرد على ذلك.
ولهذا السبب فإن "التفجير الارهابي الذي استهدف حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت اخيرا يعد احد ابعاد وانعكاسات الإقتراب من موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 وبالتحديد موعد عمليات القلمون التي تعتبر معركة وجود ورد اعتبار بالنسبة للدولة السورية، مثلما تعتبر كذلك بالنسبة للمجموعات الارهابية المسلحة والاطراف الداعمة لها.
وأضافت الوكالة ان معركة القلمون تحظى بأهمية فائقة من حيث ان المنتصر فيها سيسيطر على هذه المنطقة العسكرية الاستراتيجية ويمكنه من خلال ذلك ايضا السيطرة على 60 الى 70 في المائة من الارض السورية وبإمكان الاطراف الداعمة له الحضور في مؤتمر جنيف 2 بموقف قوي.
وفي هذا الصدد يمكن القول "إن المجموعات الارهابية المسلحة تدرك هذا الامر وتعلم جيدا في الوقت ذاته بأن الساحة اللبنانية ذات علاقة وثيقة بالساحة السورية، وان الامن والاستقرار في الساحة اللبنانية خاصة لـ"حزب الله" في الفترة الاخيرة لن يصب في مصلحتها".
ومن هنا فإنه لغاية انطلاق معركة القلمون وبدء مؤتمر جنيف 2 سيكون الهاجس والخوف مهيمنان على الساحة السياسية والامنية اللبنانية وان ما شهدناه خلال الايام الماضية في الضاحية الجنوبية لبيروت وعرسال والهرمل ومن المحتمل ان نشهده في الايام المقبلة، هو في الحقيقة انعكاس لهذا الهاجس والخوف.
بناء عليه فليس من العبث القول إن الساحة اللبنانية يمكن ان تكون خلال الاسبوعين المقبلين على الاقل مسرحا لأحداث دموية ومواجهات ودخول عناصر انتحارية، وقد كانت الشرارة الاولى لهذه المرحلة قد انطلقت بالتفجير الارهابي الذي وقع امام السفارة الايرانية في بيروت.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك