كشفت معلومات لـ”الجمهورية” أنّ الشروط الخمسة التي وضعتها 14 آذار غير قابلة للتفاوض، فإمّا أن يقبل بها فريق 8 آذار، وإمّا سيضطرّ كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى تأليف حكومة حيادية، خصوصاً أنّ هذه القوى تجاوزت مطلب انسحاب “حزب الله” من سوريا لعدم إقفال باب التفاوض والتحوّل إلى الطرف المعرقل، وبالتالي في حال موافقة الطرف الآخر تكون 14 آذار دفعته إلى التراجع عن مجموعة خطوط حُمر كان أعلن عنها سابقاً ودفعت باتجاه تأليف حكومة تتمكن بالحد الأدنى من تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وتمهيد الساحة لانتخابات رئاسية.
وفي معرض التساؤل عن الأسباب التي تدفع «حزب الله» إلى تنازلات مؤلمة والموافقة على الشروط المذكورة، قالت مصادر مطلعة إن أولوية «حزب الله» في هذه المرحلة ليس المسائل التقنية المتصلة بالملف اللبناني بقدر الحصول على غطاء سني-14 آذاري عشية انطلاق المحكمة الدولية لإظهار تعلق هذه القوى بالسلطة واستخدامها المحكمة كشماعة، كما الحصول على الغطاء نفسه عشية «جنيف 2» بغية مواصلة الحزب قتاله في سوريا، ولكن هذه المرة بغطاء رسمي لبناني مكتمل النصاب والأوصاف.
وفي موازاة ذلك تحدّثت مصادر عاملة على خط ملف التأليف عن إيجابيات متفاوتة كالبورصة، لم تبلغ حدّ العودة الى الوراء او تسجيل نقاط سلبية على رغم بُطئها، وذلك حتى ساعة متقدّمة من ليل امس.
وأكّدت هذه المصادر لـ”الجمهورية” أنّ شوطاً مقبولا قطعته المفاوضات أدّى إلى موافقة 8 و14 آذار على صيغة 8+8+8 صافية من دون مواربات، مشيرة إلى انّ العمل جارٍ على تدوير اقصى حدّ من زواياها حتى تأتي مرضية للجميع، ولو بخطوطها العريضة.
وكشفت المصادر أنّ كلّ الاوراق فُتحت مرّة واحدة بعد قبول الطرفين بالصيغة، فبدأ الحديث عن التوزيع الطائفي والسياسي والحقائب والمداورة، لكن من دون الدخول بالتفاصيل الدقيقة. ولم يتعدّ الامر حتى الآن كونه أسئلة وأجوبة وأخذاً وردّاً واستفسارات وشروطاً وشروطاً مضادّة. وقالت: “في اختصار، هو مخاض التأليف بكلّ ايجابياته وسلبياته مع تسجيل تنازلات من الطرفين”.
وعلى رغم حدّة خطاب 14 آذار العلني، إلّا انّ المصادر تعتبر انّ مجرّد الدخول في التفاوض يعني انّ هناك خرقاً اقليمياً كبيرا في اتجاه تأليف حكومة تلقّفه الطرفان. وكشفت انّ الاتصالات الجارية تحظى بمواكبة دولية غير ظاهرة تدفع في إتجاه تأليف حكومة سياسية جامعة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك