رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون أن "حكومة الوحدة الوطنية لا تتألف لمجرد تراجع "حزب الله" عن شرط حصوله على الثلث المعطل، خصوصا أن دماء الوزير السابق محمد شطح وجميع الأبرياء الذين سقطوا في المتفجرات لم تجف بعد"، معتبرا بالتالي أن "الأسباب التي أوصلت البلاد إلى حالة الفوضى الأمنية والاهتراء السياسي والاقتصادي، ما زالت قائمة وستكون عضوا فاعلا في أي حكومة يُشارك فيها "حزب الله" أكانت حكومة 8/8/8 أم غيرها من الصيغ والأشكال والاعداد التي ستعيد تسليم البلاد إلى مغامرات الحزب المذكور ومن ثم إلى المجهول".
وتساءل من جهة ثانية "عما ستستطيع حكومة الثلاث ثمانيات إنتاجه لطالما أنها ستتحول وبسرعة قياسية إلى حكومة متاريس وخطوط تماس سياسية، وبالتالي إلى حكومة فاشلة بكل المعايير، في ظل بقاء حزب الله عسكريا خارج الحدود اللبنانية".
ولفت النائب شمعون في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية، إلى أن "حزب الله بات محشورا عسكريا وسياسيا وماليا ويبحث عن مخرج لأزماته، وهو بالتالي ما كان ليتنازل عن شرط الثلث المعطل ويمحو النقطة التي وضعها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في آخر السطر، لولا يقينه بأنه قد يدفع فاتورة المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة"، معتبرا أن "السيد نصرالله أدرك أن سياسة المكابرة والفرض والتهديد بقطع الأيدي والرؤوس، لم تجد نفعا في انتزاع غطاء من الرئيس ميشال سليمان وقوى 14 آذار لمغامرته العسكرية خارج الحدود، فانتقل إلى لعبة التوازن في الأحجام داخل الحكومة العتيدة، على قاعدة "الكحل أحلى من العمى".
ورأى شمعون أن "ما يطلقه نواب حزب الله من مواقف تحذر من تعطيل الاستحقاق الرئاسي نتيجة تشكيل حكومة حيادية، يندرج بالدرجة الأولى في لعبة الترهيب السياسي لترغيب قوى 14 آذار بصيغة 8/8/8، وبالدرجة الثانية في محاولته الحفاظ على ماء الوجه تجاه بيئته الحاضنة التي لم تفهم سبب انقلابه على نفسه وتراجعه المفاجئ عن شرط الثلث المعطل"، مستدركا بالقول إن "مثل تلك المواقف لقيادات حزب الله، وإن نجحت لاحقا بإسقاط علامة الاستفهام التي تطرحها قواعده الشعبية، إلا أنها حتما لن تنجح بإسقاط شرط قوى 14 آذار بانسحابه من سوريا مقابل مشاركته في حكومة واحدة".
وردا عن سؤال، أكد شمعون أن "الإشارات الإيجابية الصادرة عن تيار المستقبل حيال حكومة الثلاث ثمانيات، لا تعني إطلاقا تنازله عن شرط انسحاب الأخير من سوريا، أو انفراده بقرار المشاركة في الحكومة بمعزل عن قرار الآخرين، إلا أن بعض الوسائل الإعلامية العائدة لقوى 8 آذار تحاول توظيف هذه الإيجابية لدق إسفين بين قوى 14 آذار في محاولة يائسة تمرير هذا النوع من المسرحيات الحكومية لما لـ"حزب الله" من مصلحة فيها". وأكد بالتالي أن "قوى 14 آذار متماسكة ومتضامنة إلى أبعد حدود حول قرار المشاركة في الحكومة أو عدمه، وأن أي مكون فيها لن يتخذ قراره بمعزل عن التوجه العام وبعيدا عن التكافل والتضامن بين سائر مكوناتها "وليخيطوا بغير هذه المسلة".
وردا عن سؤال أيضا، أعرب شمعون عن يقينه "باستحالة وصول مساعي بري ـ جنبلاط إلى تشكيل حكومة جامعة، ما لم يستجب "حزب الله" لمطلب انسحابه من الحرب السورية"، معتبرا بالتالي أن "على الرئيسين سليمان وسلام اختصار المسافات وتشكيل حكومة حيادية وإيداعها المجلس النيابي لإعطائها الثقة أو حجبها عنها"، مستدركا بالقول إن "حكومة تصريف أعمال بعضوية حياديين تبقى من الناحية السيادية والأمنية والاقتصادية أفضل من حكومة تصريف أعمال بعضوية حزب الله وحلفائه".
على صعيد مختلف، أشار شمعون إلى أنه "أيا تكن خلفية وأبعاد زيارات حزب الله المكثفة لبكركي، تبقى علامات الاستفهام مطروحة بشكل كبير حول ما اذا كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قد سأل "حزب الله" عن نواياه حيال قيام دولة إسلامية في لبنان، لا سيما أن هذا المنحى مدرج في إعلان مبادئ الحزب التأسيسية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك