قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" عن ذكرى 13 نيسان 1975: "ننسى دائما ان 13 نيسان بدأت باغتيال جوزف ابو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل الذي كان يدشن يومها كنيسة في عين الرمانة". وأوضح ان "الشهيد الاول لم يكن في البوسطة بل من حراس الشيخ بيار، وأدى الحادث الى ردة الفعل"، وقال: "لا نعرف بأي سحر مرروا البوسطة في هذا المكان بالذات".
اعتبر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ان "المخطط كان مدبرا من الألف الى الياء، حيث بدأ التفجير في باب ادريس مستهدفا اماكن اناس قريبين من حزب الكتائب كآل ابي راشد وغيرهم، بينما العدة كانت جاهزة لدى ما يسمى بالحركة الوطنية في ذلك الوقت بقيادة ياسر عرفات عسكريا، وبغطاء كمال جنبلاط في الحركة السياسية".
وتابع الجميل: "كانت العدة جاهزة فورا بعد قضية عين الرمانة، وفجأة حصل احتلال لأجزاء من بيروت وتعد على الناس، وفي اليوم الاول قتل عدد من الأشخاص".ولفت الى انه "كان هناك توجه عند السوريين لخلق الفوضى في لبنان"، مشيرا الى انه "بسبب وجود سوريا على حدودنا وامكانياتها بدعم هذا الانقلاب او الثورة مباشرة، خلقت ما يسمى بالصاعقة مع رئيسها زهير محسن للاطاحة بياسر عرفات، لانها كانت تريد ان يرأس زهير محسن منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من ياسر عرفات".
اضاف: "دفعت سوريا بكل قواها لإشعال الثورة في لبنان من جهة اولى، ومن جهة ثانية لإعطاء الدعم لزهير محسن كي تستلم دمشق قيادة العمليات كلها".
وقال: نعرف تماما ان لسوريا هدفين على الصعيد العربي، من جهة الامساك بالورقة اللبنانية ومن جهة ثانية الامساك بالورقة الفلسطينية، وكان الهدف اشعال ثورة في لبنان".
ورأى أن "الذي خرب الحسابات السورية هو ان الجو العربي لم يكن متعاطفا مع دمشق من جهة اولى، ومن جهة ثانية كانت الصاعقة منها فئة لسوريا وللعراق وليبيا وغيرها، ومن ناحية اخرى كان ياسر عرفات ممسكا بمفاصل منظمة التحرير بشكل ان سوريا لم تستطع ان تفرض قيادة جديدة على تلك المنظمة".
وذكر الجميل بأنه "في تلك الفترة كان هناك قوتان على الساحة اللبنانية تستطيعان الوقوف بوجه الثورة، أولا الجيش اللبناني وثانيا الكتائب. فمنذ 1969 كانت موجودة في مناطق التماس في تل الزعتر".
وقال: "حينها بدأت معاناتنا ومعاناتي أنا شخصيا، منذ سنة 1969 استخدمنا البنادق لنمنع هجمات الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر كي لا يتقدموا باتجاه القرى المجاورة كجسر الباشا او سن الفيل او الدكوانة او المنصورية. واعتقد ان المخطط كان يهدف الى كسر الجيش الذي وقف على رجليه، فالشعب الى جانبه وتمكن من المقاومة. اما العنصر الثاني فكان حزب الكتائب. وعندما وقعت حادثة 13 نيسان كان التوجه لتحميل الحزب مسؤولية الحادثة، ومحاولة عزل الكتائب من جهة وكسر شوكة المقاومة لدى اللبنانيين والتي كان يجسدها حزب الكتائب والرئيس المؤسس بيار الجميل".
اضاف: "بهذه الطريقة اعتقدوا انهم يستطيعون كسر الجيش والكتائب ولكن الكتائب صمدت والتف الشعب اللبناني حولها وخصوصا الرئيس كميل شمعون، وتكونت جبهة لبنانية". وأكد ان "قوى مسيحية ومسلمة وقفت الى جانب الشيخ بيار، حتى ان هناك قوى اسلامية كانت تعترض على منطق العزل، وأولها الامام موسى الصدر الذي نبه من خطورة عزل الكتائب لأنه يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين".
واردف: "الخطوة التي أقدم عليها كمال جنبلاط الذي كان وراء العزل، ومشت خلفه الحركة الوطنية، وكذلك حاول ان يقود الحكومة خلفه برئاسة رشيد الصلح يومها، كانت ملفتة، الا ان العزل فشل، فعلى العكس قوى الكتائب أكثر فأكثر، واكد انها الممثل الشرعي والشعبي والمعترف به من قبل السواد الاعظم من اللبنانيين".
واعتبر الجميل ان "تاريخ 13 نيسان مخطط واضح وصريح، فهناك من دبر كل الأحداث لإشعال الفتنة في لبنان"، لافتا الى انها "كانت الخطوة العملانية لتحقيق التوطين ولجعل لبنان الوطن البديل".
وذكر بـ"التحركات الوطنية "الظاهرية" بحسب قوله لكل من كمال جنبلاط ومحسن ابراهيم وغيرهما من القيادات في الشارع الإسلامي واليساري"، مشيرا الى ان "القوى المنفذة على الأرض كانت واضحة بتبعيتها لحركة ياسر عرفات"، موضحا ان "لا الدروز ولا الحزب الشيوعي نزلوا الى الساحة بل قوى عرفات في البداية ومن ثم التحقت بها فيما بعد مجموعات من القوى الفلسطينية لا سيما الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية والصاعقة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك