اعتبر وزير العدل الأسبق شارل رزق خلال كلمة ألقاها في ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في البيال أن " 14 شباط ليست ذكرى استشهاد لبناني كبير ورفاقه وحسب، بل محاولة القضاء على رؤية شرع الحريري بوضعها موضع التنفيذ، وعمل على بناء الدولة بمؤسساتها سعيا إلى تأمين الاستقلال، لأنه أدرك أن سبب انهيار الدولة ليس الحرب اللبنانية، بل غياب الدولة كان سبب الحرب، وكذلك عجزنا عن التوحد وامعاننا في التشرذم وولاؤنا للخارج".

ورأى أنه "بعد اغتيال الحريري، استمر أعداؤه يحاولون القضاء على الرؤية التي حملها. من هنا سعينا الدؤوب إلى قيام المحكمة الدولية التي مهمتها إعادة ثقافة العدل إلى لبنان الغائبة منذ زمن".

وأكد أن "ما يطلبه الناس هو كشف الحقيقة التي تحرر من الخوف والظلم والاستبداد. ولم تكن المحكمة الدولية أبدا لتهميش القضاء اللبناني، فهو مهمش أصلا لعدم قدرته على كشف الجرائم الكبيرة، وقد قامت المحكمة الدولية لتمهيد الطريق امام القضاء اللبناني ليقوم بدوره مجددا".

وأشار إلى أنه "إذا كان القضاء اللبناني يعاني من الوهن، إلا أنه لا يخلو من الكفاءات الكبيرة بين قضاته، لكن ماذا يستطيع القاضي أن يفعل إن لم تؤمن الدولة العناية والحماية".

وقال: "الرئيس الحريري يذكرنا أن لا خيار لنا سوى بناء الدولة التي نذر حياته لأجلها، وهو خيار لا يتحمل التأجيل".

ولفت إلى أن "العنف لم يبلغ يوما الدرجة التي بلغها اليوم في الشرق الأوسط، وهو يجتاز حدودنا، ويتسلل إلى أحيائنا، ولا دولة تردعه من الامتداد، بل هي غائبة تنظر مكتوفة الايدي القررارات التي تحدد مصيرها دون استشارتها".