إحتفل اللبنانيون - وتحديدا المسيحيون الذين يتبعون التقويمين الشرقي والغربي - بأحد الشعانين وسط طقس ربيعي بإمتياز.
"هوشعنا في الأعالي." مبارك الآتي باسم الرب. على وقع هذه الهتافات التي رددها المسيحيون حول العالم بمختلف اللغات، وبإيمان واحد، استذكر العالم ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم، راكبا ظهر آتان، حيث رحب به الكبار والصغار بإيمان وخشوع.
في لبنان ومن بكركي تحديدا، إحتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بقداس الشعانين في حضور حشد من المؤمنين، وفي مقدمهم الأطفال الذين لبسوا أبهى الحلل وحملوا الشموع المزينة وأغصان الزيتون وسعف النخل.
وبعد العظة، طاف المؤمنون في أرجاء الباحة الخارجية للصرح البطريركي إحتفالا بالشعانين، مرددين "هوشعنا في الأعالي".
ومن بكركي إلى بيروت حيث إحتفل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة بقداس الشعانين في كنيسة القديس جاروجيوس في وسط العاصمة.وفي وسط بيروت أيضا، رأس راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداس أحد الشعانين.
قداديس الشعانين والزياحات والمسيرات عمت مختلف المناطق، ففي الدورة ضاقت كنيسة مار مارون بالمؤمنين الذي إحتشدوا للإحتفال بذكرى دخول يسوع المسيح أورشليم وللأطفال في هذا العيد الحصة الأكبر.
ومن الدورة إلى إنطلياس حيث إحتفل في كاثوليكوثية الأرمن الأرثوذوكس بقداس عيد الشعانين في حضور عدد من المؤمنين والأطفال. والمشهد نفسه تكرر في كنيسة سيدة النجاة في بصاليم التي غصت بالجموع المؤمنة التي هتفت هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي بإسم الرب. ودائما في المتن الشمالي، وتحديداً في ضهور الشوير، التي شهدت للسنة الثالثة على التوالي مسيرات وزياحات إنطلقت من ثلاث كنائس واحدة للموارنة وثانية للأرثوذوكس وثالثة للكاثوليك، وقد إلتقى المؤمنون في ساحة الضهور ورفعوا الصلوات المشتركة وتلوا نشيد الوحدة.
من لبنان إلى الفاتيكان حيث افتتح البابا بنيدكتوس السادس عشر أسبوع الآلام بإحيائه أحد الشعانين في الفاتيكان، في حضور الآلاف، وعلى صوت الترانيم الدينية التي ارتفعت في أروقة الحاضرة الفاتيكانية. وارتفعت في المكان صور الباب الراحل يوحنا بولس الثاني الذي سيتم تطويبه في الأول من أيار.
وفي الأراضي المقدسة، عمت الاحتفالات في شوارع أورشليم، واحتفل رجال الدين من الطوائف كافة بالذكرى.
وفي غزة، وبيت لحم، تكرر المشهد في الكنائس القديمة الأثرية الشاهدة على موطن المسيحية ومهدها، في حضور المؤمنين الذي لوحوا بسعف النخل، إيذانا بمجيء حامل الأمل إلى مدينة السلام.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك