كشف دبلوماسي لبناني ان الجانب الاميركي الذي ابلغ الوفد اللبناني خلال الاجتماع بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرة هيلاري كلينتون تفهمه للاحراجات التي تواجهها الحكومة ازاء قضايا داخلية لبنانية واقليمية سورية، اكد استمرار تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية والتدريبات للقوات المسلحة اللبنانية والقوى الامنية.
ولفت المصدر الدبلوماسي لصحيفة "اللواء" ان الرئيس ميقاتي خرج مرتاحاً من لقاء كلينتون، مشيراً الى ان الاهم لديه كان تفهم الادارة الاميركية لخصوصية الموقف اللبناني والاكتفاء بحياديته ازاء القضايا المطروحة.
واذ شددت كلينتون على ضرورة استمرار لبنان في احترام التزاماته الدولية بما يؤمن استقراره ووحدته، فان الرئيس ميقاتي اكد امامها استمرار الحكومة في تنفيذ الالتزامات وشرح اولويات الحكومة في العمل على تحقيق الاستقرار في لبنان وابعاده عن تأثيرات الاوضاع الخارجية، كما جدد المطالبة بدعم اميركي لتنفيذ المهام المطلوبة منه لا سيما ازاء القرار 1701.
وبحسب مصادر الوفد اللبناني، فإن كلينتون لاحظت ان الاولويات التي طرحها الرئيس ميقاتي في عمل حكومته صحيحة وتقع في مصلحة لبنان العليا، مشيرة الى ان الموقف اللبناني الاخير في مجلس الامن ذكي ونتفهمه لجهة تحييد نفسه عن التطورات الحاصلة، واملت بأن تفي الحكومة بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لانه لا يجوز بقاء غياب الدولة، ويجب ان يشعر المواطن اللبناني بالاستقرار والعدالة•
غير ان مصادر دبلوماسية شاركت في الاجتماع كشفت ان الاجتماع لم يتعد 18 دقيقة، وان الوزيرة الاميركية تحدثت بلغة جازمة عن ضرورة التزام لبنان بما يعلن على لسان مسؤوليه•
وخاطبت الوفد اللبناني قائلة: "اننا سمعنا كثيراً من الاقوال عن الالتزام بالقرارات الدولية وتمويل المحكمة وعن عدم انتقائية القرارات•• اننا في هذه اللحظة نريد افعالاً ونريد التزاماً وتمويلاً للمحكمة والتزاماً بتنفيذ القرار 1701 الذي يتعلق بالسلاح".
اما في الشأن السوري، فإن المصادر عينها كشفت أن كلينتون حذّرت على نحو غير مباشر الحكومة اللبنانية بقولها "ان انحياز الدولة اللبنانية لسوريا يحدث ضررا كبيراً بكم، أي بلبنان".
وكشفت المصادر أن كلينتون التي تحدثت بلغة صارمة سبق لها ورفضت عقد لقاء على انفراد مع رئيس الحكومة، سبق أن طلبه قبل سفره واثناء وجوده في نيويورك، متذرعة بضيق الوقت.
وما لم توضحه باستضافة الوزيرة الأميركية، اوضحه مساعدها لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، حيث قال في اللقاء: "اذا صدر عن مجلس الأمن قرار باتخاذ عقوبات ضد سوريا فعلى لبنان أن يلتزم بها، وإذا لم يلتزم فانه بالتأكيد سيتأذى".
وختمت المصادر قائلة أن اللقاء على وجه الاجمال لم يكن مريحاً بين الجانبين اللبناني والاميركي.
اما وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي التقاه ميقاتي أيضاً، فقد أكّد من جهته على أهمية استقرار لبنان وضرورة تحييده عن تداعيات المنطقة، إضافة إلى تأكيده الاستمرار بدعم الجيش اللبناني.
وشملت لقاءات ميقاتي الذي اتصل ليلاً بالرئيس ميشال سليمان لوضعه في اجوائها، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي حثه على تسريع عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة باعتبار أن لبنان يرأس الدورة الحالية للمجلس.
تمويل المحكمة وبالنسبة إلى تمويل المحكمة، ومع تأكيد الوزير محمّد الصفدي، أن مجلس الوزراء سيتطرق في جلسة إلى قضية تمويل المحكمة، فان المعطيات التي افصح عنها وزير العمل شربل نحاس في مجلس ضيق، تفيد انه استناداً إلى قناعاته والمعطيات المتوافرة لديه فهو لا يتوقع ان يجري تمويل المحكمة من ضمن الحصة اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك