يواجه العاهل السعودي - اجاب الموظف الاميركي المهم السابق نفسه - انتقادات من "محيطه" بسبب اصلاحات نفذها واخرى يعتزم الاستمرار فيها. شعوري ان هناك قسماً مهماً من عائلته ضده بسبب ذلك. لهذا ربما يلجأ الى استعمال المال لإسكات الناس. لكن ماذا يفعل بشيعة السعودية الذين يعانون، الى المشكلة الاقتصادية، مشكلة اكبر وأهم يعرفها الجميع؟ في البحرين الحاكم الفعلي هو عم الملك اي رئيس الحكومة الذي يطالب الشيعة، وهم يمثلون نسبة سبعين في المئة من شعبها، باستقالته وباقامة ملكية دستورية. تصوّر ان سفيراً للبحرين يحمل شهادة دكتوراه قال إن مشكلة البحرين هي ان عند الشيعة الكثير من الاطفال. "يُخَلِّفون" كثيراً. ولذلك لن يسلّمهم رئيس الحكومة البلاد. الكويت قادرة على لجم الاضطرابات بسبب تجربتها البرلمانية. اما في عُمان فإن "الشورى" غائبة. يجب البدء من شيء ما. هل الإباضية في عُمان قريبة من الشيعة؟" ماذا عن سوريا؟ سألتُ. اجاب الموظف الاميركي المهم السابق نفسه: "لا اعرف. لكن كان على سوريا ان تُنفِّذ الاصلاحات اللازمة قبل نزول الشعب الغاضب والمقهور والمظلوم والمهدورة حقوقه الى الشارع كي لا تُعتبر الاصلاحات تنازلات ناجمة عن ضعف، فيتجرأ الشعب اكثر. هذا ما نصحنا به المغرب والاردن. ويجب ان ننصح به سوريا. لا ادري اذا كان وقت الاصلاح فيها قد فات".
ماذا في جعبة موظف اميركي سابق رافق عن قرب وعلى مدى سنوات طويلة حركة اميركا في الشرق العربي؟
عن العلاقة السعودية – السورية قال: "يشعر الملك عبدالله بن عبد العزيز ان الرئيس بشار الاسد خدعه. عبدالله من جماعة الذين لا يدقّقون كثيراً. رأى ان له مصلحة في الانفتاح على سوريا بعد مرحلة من الفتور والقطيعة وذلك من اجل مواجهة مشكلات اقليمية معينة، فبادر الى التصالح مع رئيسها. قال مصالحة واتفاق. لم يدقّق كثيراً. أمكن التوصل الى اتفاق (في شأن لبنان)، لا اعتقد انه كان اتفاقاً تفصيلياً. وقيل عنه الكثير في وسائل الإعلام وخصوصاً اللبنانية منها. ما اعرفه عنه ان فيه نقطة اساسية ومهمة جداً هي ترسيم الحدود اللبنانية مع سوريا. وكان ذلك كافياً في رأي العاهل السعودي لقبول حلفائه اللبنانيين هذا الاتفاق بل لإقناعهم به. ونجح في ذلك، لكن سوريا تخلّت عن الاتفاق". علّقتُ: ما سمعته في لبنان هو ان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله قال إن ما بعد إصدار القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو غير ما قبله، وانه يعتبر ان القرار المذكور صدر عندما احاله المدعي العام الدولي دانيال بلمار على قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرنسين لإعطاء رأيه النهائي فيه بل لإجازته نهائياً. وما سمعته ايضاً ان الرئيس سعد الحريري قال للعاهل السعودي وعبره لسوريا إنه يقبل الاتفاق وسينفّذه. لكن نصرالله ابلغ الى الرئيس السوري انه لا يقبله لأن القرار الاتهامي صدر في رأيه. قبلت سوريا موقفه وتبنّته وابلغت الى السعودية ان الاتفاق لن ينفّذ لأن لا ثقة عند الحزب وعندها بالحريري. ردّ: "السعودية تعتبر السنّة في لبنان حلفاء اساسيين لها. طبعاً عندها مشكلات داخلية كثيرة سياسية وشخصية وصحية. وعندها مشكلات اقليمية في اليمن والبحرين وايران وعُمان وربما الامارات العربية المتحدة والكويت. مشكلة مصر تستطيع السعودية ان تتعايش معها. لكن ماذا عن المشكلات الاخرى واخطارها؟ حتى مصر "الاخوانية" التي تكرهها لأن السعوديين يكرهون "الاخوان المسلمين" كثيراً تستطيع ان تتعايش معها، لكن كيف يتعايشون مع المشكلات الاخرى وفي مقدمها بل اهمها ايران؟ اذا ارسلت السعودية جيشاً لمساعدة البحرين، هل يتحرّك شيعتها المقيم معظمهم في "المنطقة الشرقية" ام يبقون صامتين؟ واذا تحرّكوا هل تبدأ عملية زعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية"؟ انا اعتقد - أضاف الموظف الاميركي السابق نفسه - ان هناك حرباً سنية – شيعية ستنشب في المنطقة. قد تستمر سنوات طويلة وهي لن تتوقف إلا اذا صارت مراجعة عملية وعلمية وشرعية وفقهية للاسلام ولكن من المسلمين انفسهم. الثورات التي تحصل في العالم العربي والتي قد تحصل خارجه في المنطقة لن تستقر إلا بعد سنوات. وفي مراحل كهذه تعيش الدول الثائرة شعوبها فوضى كبيرة. خذ مثالاً على ذلك الثورة في روسيا عام 1917 والثورة الفرنسية عام 1789".
ماذا عن لبنان؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك