اوباما يخشى انتقال عدوى الديون ويدعو الاوروبيين الى التحرك بسرعة

حض باراك اوباما  المسؤولين الاوروبيين على  "التحرك بسرعة" ضد ازمة الديون التي قد يكون لها انعكاس "حقيقي" على الولايات  المتحدة، واعتبر ان تبني الكونغرس خطته الواسعة للعمل يكتسي اهمية مماثلة.
واشار الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي في البيت الابيض الذي خصص القسم الاكبر منه للحديث عن الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الاميركي الى ان على الاوروبيين "ان  يتحركوا بسرعة" في مواجهة انتقال عدوى الازمة اليونانية.
واضاف "هناك قمة مجموعة العشرين التي تعقد في تشرين الثاني" في فرنسا. 
وتابع "آمل فعلا ان يكون لديهم من الان وحتى ذلك التاريخ خطة عمل واضحة جدا  وملموسة تكون على مستوى" الازمة.
وحذر من ان "المشاكل التي تمر فيها اوروبا اليوم  قد يكون لها انعكاس حقيقي على اقتصادنا الذي اصبح هو الاخر في حالة ضعف".
من جهتها، اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل  في برلين انه "يجب  عدم التردد" في اعادة رسملة المصارف التي تحتاج الى رؤوس اموال فيما تستمر الهواجس بشأن متانة بضع مؤسسات اوروبية.
واوضحت ميركل "اعتقد انه اذا كان من الضروري (اعادة رسملة المصارف) فسيكون ذلك من الاموال المستثمرة بطريقة معقولة، ويجب الا نتردد لان الاضرار ستكون كبيرة جدا"  اذا كان يتعين على الدول في نهاية المطاف انقاذ المصارف، مشيرة الى انها "تأخذ على  محمل الجد" الهواجس المتعلقة بالمؤسسات الاوروبية.
وشددت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي  كريستين لاغارد ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ورئيس منظمة التعاون والتنمية  الاقتصادية انغل غوريا على ان المؤسسات المصرفية المتعثرة يمكنها "في المستقبل" ان  تستعين بالصندوق الاوروبي للاستقرار المالي.
واضافت المستشارة الالمانية "لقد عززنا وسائل" هذا الصندوق بطريقة تتيح  للمصارف الاستفادة منه عبر طلبات تقدمها الدول المعنية، وفقط اذا كانت الصعوبات  التي تواجهها "تهدد منطقة اليورو بكاملها".
وكانت ميركل دعت الاربعاء الى مساعدة المصارف المتعثرة في منطقة اليورو،  واعلنت عن استعداد المانيا لتغيير معاهدة الاتحاد الاوروبي من اجل تحسين عمل منطقة  اليورو واشعار الاسواق "بالثقة بنفسها".
وعلى اثر تصريحات ميركل، انهت البورصات الاوروبية جلسة التداول الخميس على  ارتفاع كبير.
واقفلت بورصات باريس على زيادة 3،41% ولندن 3،71% وفرانكفورت 3،15% ومدريد  3،06% وميلانو 3،55%.
ودافع اوباما مجددا عن اجراءات التحسن التي عرضها على الكونغرس قبل شهر، مؤكدا  ان هذه الخطة "ستساعدنا على التنبه من تراجع جديد في النشاط اذا تفاقم الوضع في  اوروبا".
واضاف الرئيس الاميركي ان هذه الخطة "ستدعم النمو الاقتصادي، وستعيد الناس الى  العمل"، في حين سيتخذ مجلس الشيوخ الاسبوع المقبل القرار بشان هذا المشروع البالغة  قيمته 447 مليار دولار والذي وصفته المعارضة الجمهوية التي تتمتع بالغالبية في  مجلس النواب بانه "ميت".
وحذر الرئيس قائلا "اذا لم نتحرك، فان العكس سيحصل: ستكون هناك وظائف اقل،  ونمو اقل"، بينما يتردد اعضاء في مجلس الشيوخ من معسكره الديموقراطي حيال التصويت  لصالح خطته.
وتابع اوباما "امل ان يفكر كل اعضاء مجلس الشيوخ جيدا في الرهان عندما سيصوتون  الاسبوع المقبل"، واصفا خطته بانها "ضمانة ضد العودة الى الانكماش".
واوباما الذي ستتوقف اعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بشكل كبير على  القرارات المتخذة اليوم في المجال الاقتصادي، اقر بان النشاط متراجع حاليا في  الولايات المتحدة.
واثناء مداخلته، ندد اوباما مرة اخرى بسياسة القطع التي تنتهجها الصين "التي  كانت هجومية جدا الى حد تحيز نظام التبادلات التجارية لمصلحتها وعلى حساب دول اخرى  ولا سيما الولايات المتحدة".
واعتبر ان زيادة سعر صرف اليوان الصيني تبقى غير  كافية.
وخطة العمل التي عرضها اوباما في بداية ايلول تنص على استثمارات في  البنى التحتية وتخفيضات في الضرائب بالنسبة الى الطبقة المتوسطة والشركات الصغيرة  والمتوسطة. واكد الرئيس ان هذه الاجراءات ستسمح بايجاد 1،9 مليون وظيفة وستخفض  المعدل الرسمي للبطالة من 9،1% الى 8،1%.
وحمل الجمهوريون على بعض اوجه هذه الخطة وكذلك على تمويلها الذي يتأمن نصفه من  زيادة الضريبة على المكلفين الاكثر يسرا والقضاء على ثغرات في الجباية.
و اعرب اوباما عن انفتاحه على حل بديل قدمه اعضاء ديموقراطيون في  مجلس الشيوخ ويتضمن فرض رسم من 5،6 نقاط مئوية اضافية على عائدات الذين تفوق  عائداتهم مليون دولار في السنة. وقال "ان مقاربتهم لا تزعجني".
وبحسب مسؤولين في البيت الابيض، سيواصل اوباما مطالبة الكونغرس بتبني الخطة  حتى نهاية العام، لكن تصميم المعارضة الجمهورية يجعل من احتمال تمرير كل الاجراءات  غير مرجح كثيرا.
ووعد الرئيس الخميس ب"مواصلة التشديد الى ان يحصل شيء ما". وفي اطار  الانتخابات الرئاسية في 2012، "ساكون مسرورا جدا لرؤية الكونغرس يتحرك لكي لا اجد  نفسي مضطرا للقيام بحملة ضدهم ووصفهم بالكونغرس الذي لا يفعل شيئا".