فرضت السنوات الثلاث الأخيرة تغيراً في خارطة الحفلات الفنيّة في الوطن العربي، فلم يعد في سوريا مكان للفرح، ولحق بها العراق. بذلت تونس جهوداً حثيثة لإعادة حفلات قرطاج إلى ما كانت عليه، وتردَّد بعض النجوم في التوجّه إلى مصر، خصوصاً خلال حكم الإخوان، وما تلاه...
بقي الخليج والمغرب والجزائر والأردن بوضع أكثر أماناً، ما سمح لهذه الدول، ومعها لبنان نسبياً، باستقطاب أكبر عدد من الفنانين لإحياء الحفلات سواء في المهرجانات، أو في صالات مغلقة، وإن على نطاق محدود.
تشكل تلك الحفلات فرصة المغنّين للترويج لأعمالهم، بينما ترتفع الأجور لتصل في بعض الأحيان إلى أرقام خياليّة.
يعدّ عمرو دياب ومحمد منير، وفق صحيفة "السفير"، الأعلى أجراً بين جميع الفنانين العرب، إذ يتقاضى كلّ منهما تقريباً 250 ألف دولار عن الحفل الواحد.
يحلّ سلطان الطرب جورج وسوف ثانياً 200 ألف دولار، بينما يبلغ أجر تامر حسني 125 ألف دولار، ومحمد عبده 100 ألف، ويصل أجر أحلام إلى رقم مماثل، بينما يتراوح أجر ماجد المهندس، وعاصي الحلاني، وحسين الجسمي، وكاظم الساهر، واليسا، ونجوى كرم بين 50 و80 ألف دولار.
تسجّل بعض الحفلات حضوراً كاملاً، مثل حفلات محمد عبده، ومحمد منير، وعمرو دياب... لكنّ ذلك لا ينسحب على باقي المغنّين، إذ أنّ حفلات مهرجان قرطاج لم تحقّق الإقبال الجماهيري المطلوب.
في المقابل، يسجّل وفق الصحيفة تراجع في سوق الكاسيت، رغم تخفيض الأسعار، ما دفع بشركات الإنتاج والمغنين إلى التقليل من عدد النسخ المطبوعة، لتقليص تكاليف العمل الغنائي التي تتجاوز مليون دولار بالنسبة الى نجوم الصفّ الأوّل. ذلك من دون كلفة الفيديو كليب التي تتراوح بين 50 و500 ألف دولار، بحسب الفكرة، ومواقع التصوير وأجور المخرجين خصوصاً إن كانوا "صف أوّ" بدورهم. كما صار إنتاج الفيديو كليب يحتاج إلى وجود رعاة، سواء إحدى ماركات السيّارات أو المجوهرات أو الساعات إلخ..