ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا، في حضور سفير فرنسا دوني بييتون واركان السفارة، شارك فيه الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، اضافة إلى حشد من السياسيين ورجال الدين.
بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة طلب فيها من المسيح القائم من بين الاموات ان ينير عقول المسؤولين في بلادنا ويملأ قلوبهم بنور القيامة وليساعدهم على اتمام المصالحة والسلام بين الشعوب، والمحافظة واحترام حقوق الانسان والجماعات وكرامتهم, ودعا البطريرك الراعي إلى بناء علاقات تقوم على الاحترام والثقة والحب المتبادل والمسامحة والمصالحة.
بعد القداس، اقام البطريرك الراعي مأدبة غداء تكريما للسفير واركان السفارة بمشاركة البطريرك صفير والمطارنة، وألقى السفير الفرنسي كلمة شدد فيها على أن العلاقة المميزة التي تجمع ما بين فرنسا ولبنان ليست ارثا فحسب، بل هي ايضا رابط حي، يتجلى خاصة في التعاون المثمر الذي يشمل ميادين عديدة ويرتكز على علاقات ثقة متبادلة.
واعتبر بييتون أن القوى الحية في هذا البلد مدعوة الى ان تأخذ بعين الاعتبار التطلعات القوية والمشروعة. فحتى اليوم، غالبا ما حال الجمود والصدامات السياسية دون تلبية تطلعات الشعب المشروعة وأضاف :" كثيرة هي التحديات وليس بالامكان مواجهتها من دون ارادة تعبر عنها كافة الاطراف اللبنانية وتقضي بالعمل سوية من اجل التوصل الى حلول عادلة ومنصفة والدفاع عن الكرامة البشري وحقوق الانسان والقيام بالاصلاحات الاجتماعية والبيئية وتأمين التطور الاقتصادي في البلاد".
وتابع: "ان فرنسا، بناء على قراري مجلس الامن الدولي رقم 1559 و1701 ، تقدم دعمها كاملا الى الدولة اللبنانية من اجل الدفاع عن سيادة البلاد وضمانها. ونحن لن نساوم ابدا في ما يتعلق بأمن لبنان، الذي يجب الا يظل خاضعا للمصالح الاقليمية المتنافسة، والتزامنا في اطار قوات "اليونيفيل" منذ العام 1978 يظهر ان هذا الموقف يتخطى الكلمات والوعود المبهمة".
بييتون أكد ان الدولة هي اول ما يضمن سيادة لبنان، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان يجسد سلطتها. ولضمان قيام دولة قانون في خدمة اللبنانيين جميعا، لا بد من ان تتمكن القوات المسلحة اللبنانية، وهي وحدها المخولة الدفاع عن ارض الوطن، من احتكار استخدام القوة. ومهما جرى فان فرنسا ستنقل هذه الرسالة بحزم، ذلك ان البحث عن حل لمسألة السلاح في اطار الحوار الوطني ضروري لامن لبنان والمنطقة. وتمنى السفير الفرنسي ان تشكل بسرعة حكومة من قبل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لتتمكن هذه الحكومة من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الملحة التي تعترض البلاد".
في الاطار عينه, التقى البطريرك الراعي نائب رئيس بعثة فلسطين في لبنان اشرف دبور الذي قدم له التهاني بالاعياد باسم الرئيس محمود عباس.
وكان البطريرك الراعي تلقى اتصالات تهنئة من كل من الرئيس نبيه بري، رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن.
من ناحية ثانية، اصدر المكتب الاعلامي للبطريركية المارونية تعميما توجه فيه بالشكر الى كل الذين أموا الصرح البطريركي في بكركي والذين ابرقوا وكتبوا وراسلوا مهنئين باعتلائه السدة البطريركية مبديا في الوقت عينه اعتذاره عن عدم تقبل المزيد من التهاني بمناسبة توليه السدة البطريركية ، كما وبمناسبة عيد الفصح المجيد، يتمنى للجميع اعيادا مباركة تعود بالخير والسلام عليهم وعلى وطننا لبنان وعلى المنطقة وعلى العالم بأسره.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك