وصل سيف التطهير الغذائي الذي يحمله وائل أبو فاعور الى مستحضرات زين الأتات فقرّر قطع رأس حضورها في الأسواق اللبنانيّة. لم يلن قلب وزير الصحة عند رؤية زين وهو مستيقظ من النوم ببيجامته البيضاء اللمّاعة ليتنقّل في حديقة المنزل بين الورود والفراشات، باسماً دائماً وأبداً. ولا شعر بالتعاطف معه وهو يراه يتسلّق الجبال ويستخدم المظلّة بحثاً عن عشبة تقي من الأمراض المستعصية والانفلونزا وآلام الظهر والركبتين وتمنح قدرات جنسيّة فائقة وتزيل الكلف والسواد المحيط بالعينين وتمنح الوجه نضارة وتحرّك الدورة الدمويّة في وقتٍ واحد!
ليس زين الأتات وحده من حوّل نفسه الى "أبوقراط" عصره في زمن غياب الدولة وتفشّي المحسوبيّات في مختلف القطاعات، وحتى في الدواء أو ما يروّج على أنّه دواء. إلا أنّ الرجل تميّز عن غيره من "زملائه" بأنّه اعتمد تسويقاً إعلانيّاً مكثّفاً ويستدعي السخرية، سواء في إعلاناته التلفزيونيّة ومقابلاته التي يتحدّث فيها بثقة عن الأعاجيب التي تصنعها مستحضراته، أو في اللوحات الإعلانيّة على الطرقات التي يستقبل بها المغادرين على طريق المطار أو العائدين الى وطن الأرز و... أعشاب زين.
إلا أنّ قرار وزير الصحة وائل أبو فاعور عن مستحضرات زين الأتات شكّل ضربة جديدة لرجل "الباراشوت" إثر سحب لقب سفير النوايا الحسنة منه بعد أيّام على منحه إيّاه، حيث ثبت أنّ في الأمر خدعة. علماً أنّ الإبقاء على اللقب كان ليشكّل خدعة للبنانيّين جميعاً، ولو أنّ الأمر كان ليمنح روّاد مواقع التواصل الاجتماعي وكتّاب "الشانسونييه"، مادةً للتسلية.
ثَبُتَ لوائل أبو فاعور أنّ "اللافندر" الذي يستخدمه زين الأتات غير مطابق للمواصفات. سبق لأحد أسلافه أن أقفل مصنع زين الأتات، قبل أن يؤدّي التدخل السياسي الى إعادة تشغيله من جديد. ما ننتظره من "سفير الصحة الحسنة" وائل أبو فاعور أن يوقف مهزلة هذه المستحضرات وما يشابهها، في ظلّ تقاعس نقابة الصيادلة عن التحرّك للحدّ من هذه الظاهرة، فيريح الناس منها ويريح زين الأتات من ركوب "الباراشوت"... وكفى الله اللبنانيّين شرّ الأعشاب "المضروبة"!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك