على رغم التصعيد الكلامي الذي ساد في الأيّام الأخيرة، أكدت مصادر "المستقبل" و"حزب الله" مضيّ الجانبين في حوارهما برعاية الرئيس نبيه بري الذي نقل عنه زواره مساء امس "ان الحوار مستمر وهو ضرورة، والكل حريص عليه، والموعد الخميس المقبل".
وعلمت "النهار" انه خلال أعمال القمة وردت معلومات الى وزارة الخارجية اللبنانية نقلت الى الرئيس تمّام سلام مفادها أنّ الجاليات اللبنانية في الخليج وجمعياتها بعثت برسائل الى السلطات اللبنانية تبدي تخوفاً من إنعكاسات الكلام الاخير للسيد نصرالله على اللبنانيين هناك وضرورة القيام بتحركات رسمية لحماية مصالح هؤلاء.
وفيما لم يتوقف الزعماء العرب عند كلام نصرالله ضد السعودية وفي الموضوع اليمني ولم يتطرقوا اليه، استرعى الانتباه ان الامتعاض اقتصر على موقف وزير الخارجية جبران باسيل. وقد وفّر كلام نصرالله فرصة لرئيس الوزراء لإخراج موقف لبناني واضح لا لبس فيه، اذ نجح سلام في تفسير التمايز بين تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية ولا سيما منها ما يتعلق باليمن وتأييده الاجماع العربي، وسياسة النأي بالنفس التي تنطبق حصراً على الملف السوري. وخلف موقف سلام ارتياحاً وترحيباً في الوسط الخليجي الذي كان أبدى امتعاضه من مسألة النأي بالنفس.
وصرّح الوزير سجعان قزي الذي كان في عداد الوفد الى القمة لـ"النهار" امس: "إن الموقف الذي أعلنه الرئيس سلام والمؤيد للموقف العربي من اليمن جاء بعد الخطاب الاخير للسيد نصرالله مما أكد أن موقف لبنان تعلنه حكومته وليس أي طرف هو جزء لا يتجزأ "من محور يزعزع إستقرار المنطقة".
في المقابل، لا يجد الرئيس سلام ما يبرر تحميل الحكومة تبعة مثل هذا الموقف، لان لبنان الرسمي تعامل مع الموضوع اليمني بما ينسجم مع الإجماع العربي في الدرجة الأولى، ومع المملكة العربية السعودية التي لم تقصر يوماً في احتضان لبنان ومساعدته، ولا بد للبنان ان يكون موجوداً وداعماً للمملكة عندما يقتضي الامر ذلك.
وعن اعمال القمة، علمت "النهار" ان الرئيس سلام اجتمع منفرداً مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. أما باقي اللقاءات التي عقدها مع الرؤساء والامراء فشارك فيها سائر أعضاء الوفد المرافق له.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك