جاء في صحيفة "الشرق": سجل الأسبوع الفائت استقراراً في سعر مبيع صفيحة المازوت على 30 ألفاً و400 ليرة، بعدما ارتفع في خمسة أسابيع بقيمة ألفي ليرة، على وقع صراخ المواطنين وأنينهم من حدة غلاء هذه المادة الأساسية بالنسبة إليهم في موسم الشتاء والثلوج.
فبين الدعم وعدمه توقعات وترجيحات عديدة، أبقت المواطنين تحت رحمة الآمال والوعود الضبابية على أبواب أشهر البرد القارس.
رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني قال لـ"الشرق" في هذا الموضوع: بالنسبة الى دعم المازوت فنحن في لجنة الطاقة النيابية توصلنا إلى وضع خيارين أمام الحكومة، وكلاهما يهدفان إلى التخفيف من أعباء التدفئة عن المواطنين ولو بجزء بسيط، في موسم الثلوج والصقيع:
- الخيار الأول يقضي بحصر الدعم بالمواطنين المحتاجين في المناطق والقرى التي يزيد ارتفاعها على 400 متر عن سطح البحر، حيث تقوم وزارة الشؤون الإجتماعية بإعداد جدول إحصائي بسكان هذه القرى المحتاجين، من خلال وضعها إستمارات خاصة بهذا الشأن بالتفاهم والتنسيق مع وزارات المال والطاقة والإقتصاد، لمعرفة سكان هذه المناطق الذين يحتاجون إلى الإفادة من مشروع دعم المازوت. ثم يتم تحديد الآلية التنفيذية من خلال توزيع «بونات» على هؤلاء السكان تكفي لدعم المازوت خلال الأشهر الأربعة من فصل الشتاء.
- الخيار الثاني هو إلغاء الضريبة على القيمة المضافة TVA عن صفيحة المازوت، لاعتبارنا أن مَن يدفع الـ TVA هو المواطن اللبناني، في حين أن أصحاب المصانع والفنادق وغيرها يستردّون هذه الضريبة من المستهلكين.
أضاف قباني: هذان الخياران وضعناهما في عهدة الحكومة لمناقشتهما وإقرار أحدهما، ونأمل في أن يحصل ذلك في القريب العاجل كون هذا الموضوع ملحاً وضرورياً للمواطنين في عزّ موسم الشتاء.
قطاع الأفران: الدعم أو سعر الرغيف
وليس بعيداً من ذلك، يبقى رغيف الخبز الخط الاحمر بالنسبة الى اي توجّه كان للضغط على المعنيين لدعم المازوت تخفيفاً عن كاهل أصحاب الأفران الذين يئنّون من ارتفاع سعر صفيحة المازوت، على رغم تلويحهم بـ"إما الدعم أو إعادة النظر في سعر ربطة الخبز" على حدّ ما قال الأمين العام لاتحاد أصحاب الأفران أنيس بشارة لـ"الشرق"، في إشارة واضحة الى أن وضع القطاع لم يعد يتحمّل زيادة إضافية في أكلاف صناعة الرغيف.
وقال بشارة في هذا السياق: أبلغنا كقطاع أفران، المعنيين بالأمر لأننا وصلنا الى ما فوق الخط الأحمر، والوضع لم يَعد يُحتمل في ظل الأعباء المتزايدة في عملية الإنتاج، إذ أن مع ارتفاع سعر المازوت ترتفع أسعار الأكلاف الاخرى كالنقليات وأكياس النايلون... إلخ.
ورأى أن الحل يكمن في أمرين: "إما دعم المازوت أو إعادة النظر في سعر ربطة الخبز". مكرراً القول إن "الوضع وصل الى الخط الأحمر، وفي مثل هذه الحال تتدخل وزارة الإقتصاد والتجارة كالعادة، لإيجاد مخرج ملائم لهذه المشكلة، وتعمد الى دعم المازوت أو دعم الطحين للحفاظ على استقرار سعر الرغيف، والتعويض عن فارق غلاء سعر صفيحة المازوت".
وأكد أن أصحاب الأفران متمسكون بالحفاظ على السعر الحالي لربطة الخبز (1500 ليرة لبنانية) وبوزنها (كيلو واحد)، متمنياً على "وزارة الإقتصاد والتجارة اتخاذ أي إجراء للحدّ من ارتفاع أكلاف الإنتاج في ظل غلاء المازوت"، وقال «أبلغنا الوزير نقولا نحاس بالأمر وأطلعناه على حقيقة واقع الأفران".
وإذ دعا إلى التعجيل في حلحلة القضية، لوّح بشارة بـ"رفع الصوت إذا لم يتم إيجاد الحل المناسب"، لكنه قال: نتمنى التوصل الى حل في هذه المسألة قبل التصعيد، لأنه يكفي البلد إضرابات وتحركات وغيرها، فنحن لا نريد أن "نزيد الطين بلة".
وذكّر بأن "وزير الإقتصاد يتدخل عادة ويتخذ الإجراء المناسب، وهو اليوم تلقى العلم والخبر بالموضوع"، وقال: لا يجوز بعد الآن أن يبقى كل شيء على سعره القديم والأكلاف تتزايد يوماً بعد آخر، خصوصاً أن هناك قراراً مرتقباً من مجلس الوزراء لزيادة الحدّ الأدنى للأجور والتقديمات الإجتماعية، وبالتالي كلفة اليد العاملة سترتفع، فماذا سيكون الحال عندئذٍ؟!.
ولفت في هذا الإطار إلى ما تنامى إليه في الفترة الأخيرة و"من مصادر غير موثوقة وغير مؤكدة" أن العامل السوري في لبنان سيحصل على بطاقة عمل في لبنان بكلفة مليون ليرة لبنانية، "فيكون بذلك كل شيء يتراكم علينا، خصوصاً أن قطاع الأفران يستخدم عمالاً بغالبية غير لبنانية. وفي المقلب الآخر يطالب أصحاب المطاحن، المسؤولين بتغطية زيادة كلفة الطحن.
وتابع بشارة: كل هذه الأكلاف تُجمع في سلة واحدة لأخذها في الإعتبار من أجل تغطية الأكلاف المتزايدة على القطاع. ونحن في انتظار اتخاذ الإجراء المناسب من جانب وزير الإقتصاد والتجارة كما تجري العادة. لا يمكن على الإطلاق اللجوء الى زيادة سعر الرغيف، ولا حتى أي وزير يفكر في ذلك. لكن يبقى أمام وزير الوصاية خياران: دعم المازوت أو دعم الطحين. فالحل إذاً في يده مع أرجحية لجوئه الى الخيار الثاني كونه الأسهل بالنسبة إليه، إلا إذا صدر قرار بدعم المازوت لكل لبنان ولجميع اللبنانيين.
وأخيراً أشار رداً على سؤال، الى أن سعر طن الطحين يصل إلى الأفران بما يتراوح بين 520 و540 ألف ليرة وفق ما حدّدته وزارة الإقتصاد. إذ يختلف السعر ضمن الهامش المذكور، بحسب قرب الفرن أو بعده عن موقع المطاحن، فالفرن القريب من المطحنة (كبيروت والشويفات...) يصله الطحين بسعر أنسب من ذلك البعيد عنها (كالبقاع مثلاً)، ويكون الفارق أقل بنحو 10 أو 15 ألف ليرة للطن الواحد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك