أبلغت مصادر سياسية الى "الراي" الكويتية أن زعيم "التيار الوطني الحر" الذي حاول استظلال زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لتكريس تموْضعه من ضمن "الخط المنتصر" نفسه في المنطقة في محاولة لجعله "المستفيد الأول" من تداعيات الاتفاق النووي، بدا وكأنه يسير "عكس سير" المناخ المستجد في المنطقة كما أولويات طهران الجديدة والتي عبّر عنها ظريف بوضوح من خلال تأكيد دعمه الاستقرار في لبنان وجعْله الرئيس تمام سلام شخصياً وحكومته نقطة الارتكاز في هذا الاستقرار الذي يبدو حاجة ايرانية ريثما ينقشع الغبار في ملفيْ سورية واليمن.
وتبعاً لذلك، ترى هذه المصادر أن ضغط عون في الشارع بلا أفق، وأن أي قلب للطاولة من ضمن الحكومة من بوابة استمرار تعطيلها ،وخوض معركة آلية عملها على قاعدة التوافق الاجماعي ومشاركة رئيس الحكومة في وضع جدول الاعمال محكوم بخطوط حمر اقليمية ،يلتزم بها حلفاء عون قبل خصومه ،وهو ما يعبّر عنه في شكل رئيسي مرور قرار التمديد الذي لم يكن ليصدر لولا موافقة "حزب الله"، وتشكيل الرئيس نبيه بري "رأس حربة" التصدي لعون.
ومن هنا تعتبر هذه المصادر أن عون ربما يكون رفع مستوى الصراخ بالتوازي مع استمرار رهانه على مخرج لملف التمديد للقادة العسكريين ،يريده له "حزب الله" أيضاً الذي لا يرغب في هزيمة كاملة لحليفه سترتدّ على وزنه (أي الحزب) اللبناني ايضاً، وذلك رغم الصعوبات الهائلة التي تعترض تأمين مثل هذا المخرج الذي تتداخل فيه كل التعقيدات السياسية الداخلية.