أولاً، إراحة الحزب من عناء التصعيد ضد بعض الدول العربية وما يترتّب عليه من مسؤوليات يتحمّلها بناء على ذلك، بدءاً باحتمال فرط عقد الحوار بينه وبين "تيار المستقبل" وصولاً الى اتهامه بتأجيج الفتنة السنية الشيعية المرفوضة في لبنان.
وثانياً، تفرّغ الحزب للعب دوره الحاسم في المعارك السورية، تمهيداً لتطهير ما تبقّى منها محاصراً من رجس الإرهاب، لاطمئنانه أن حليفه الأساس يتولّى قيادة الدفّة عنه في محاصرة التيار الأزرق والحد من مظاهر فرعنته في الداخل اللبناني!
وفي معرض الخوض في تفاصيل معركة العماد ميشال عون الوجودية ضدّ الطبقة السياسية، وتحديداً ضد تيار المستقبل والحريرية السياسية، يبدو واضحاً، حسب المصدر، بأن عون فشل في صرف الأنظار عن شخصانية معركته بمنحها طابعاً طائفياً أضرّ به أكثر، وأضاف: "لو أن العماد ميشال عون رفع سقف مطالبه الى مستوى وطني أكبر ونزل الى الشارع بشعارات وطنية تشعر اللبنانيين بأنه أكثر حرصاً على شؤونهم الحياتية من حرصه على حقوق طائفة دون سواها، لارتقى بنفسه ومعركته الى المستوى الوطني المطلوب لمن يطمح ببلوغ قصر الرئاسة. لكن ذلك لم يحصل، بل على العكس حشر عون نفسه في بوتقة طائفية لن يقوى أحد على انتشاله منها".