حلّت الممثّلة اللبنانية مي الصايغ ضيفة على برنامج "بيروت بالليل" Beirut By Night الذي يقدّمه الزميل جو قزّي عبر أثير إذاعة "لبنان الحرّ". أطلّت مي بصوتها الذي كان يلفّه الحزن على صديقها الشهيد المقدّم ربيع كحيل الذي قضى في الأسبوعين الأخيرين والذي وصفته، بـ "الرفيق والأب والأخ وحبيب القلب والكريم...". فطالبت ميّ بتنفيذ عقوبة الإعدام بكلّ من يقدم على ارتكاب جريمة. وقالت بحرقة قلب، "تعبنا من الحلم، صار بدنا حقيقة".
وتحدّثت الصايغ عن علاقتها بالسيدة العذراء قائلةً إنّ والدها الراحل كان له علاقة مميّزة مع العذراء، فربّما هذا ما دفعها إلى التعلّق بكلّ ما كان يحبّه والدها. وأضافت: "علاقتي المميّزة والمباشرة هي مع مار شربل الذي أعتبره صديقي، "بزعل منّو، بصرّخ، بعاتبو". تسترجع ميّ قوّتها في المِحَن "بالانتفاضة وبانعزالها عن العالم وبالثورة على نفسها".
وفي عمليّة تقويم صغيرة للوضع في لبنان، تعتبر الصايغ أنّنا "لم نتطوّر على الصعيد الوطني" واصفة حال البلد بـ "الزفت". إلاّ أننّا تطوّرنا على المستوى الاجتماعي عبر تكوين العلاقات الاجتماعيّة على مختلف أنواعها واكتساب خبرات حياتيّة من الآخرين". أمّا في ما خصّ الشقّ التكنولوجي فتقول: "كلّما عرفنا التكنولوجيا أكثر كلّما مرضنا أكثر".
وتطرّق الزميل قزّي إلى الشقّ المهني لدى الصايغ. فصرّحت أنّ شخصيّتها الحقيقية بعيدة جداً عن الشخصيات التي تلعبها في المسلسلات والمتّصفة غالباً بالقساوة والقوّة والصلابة معتبرةً أنّها "تؤدّي أدوارها وتعطي لكلّ دور حقّه". وأرجعت سبب نجاحها في الأدوار القويّة إلى "ملامح وجهها التي ربّما توحي بالقساوة التي تخدم هذا النوع من الشخصيات". وأوضحت مي في هذا السياق، أنّها "إنسانة حنونة وحسّاسة جداً وعاطفيّة".
وعادت الصايغ في الذاكرة مع قزّي إلى بداياتها في التمثيل مستذكرةً ممثّلين كبار كإيلي صنيفر وليلى كرم وعليا نمري وفيليب عقيقي وابراهيم مرعشلي ومحمود سعيد. وأعلنت أنّ التمثيل لم يكن ضمن أهدافها خصوصاً وأنّها ليست خرّيجة معهد الفنون الجميلة. فكلّ ما كانت تطمح إليه هو أن تكون speakerine على الإذاعة. إلاّ أنّ الصدفة لعبت دورها ونجحت الصايغ في التمثيل من العمل الأوّل لها بعنوان "الصقيع"، بحسب قولها. وأكّدت أنّ "أكثر الأدوار التي تحبّ تأديتها هي تلك التي تحمل الشخصية المركّبة إلى جانب الأدوار الكوميدية".
وكثيراً ما كانت تستغرب عندما كانت أنظار الناس تتجّه نحوها غير مدركة أنّ السبب هو ظهورها على التلفزيون قائلةً: "كنت بريئة وما كنت مغرورة ومتشاوفة".
أمّا عن الوضعين الدرامي والتمثيلي الراهنين، فتؤكّد الصايغ أنّ "المسلسلات موجودة إلاّ أنّ "حقيقية التمثيل" غائبة عن روح الممثّل الذي يجب أن يتحلّى بالعفويّة لإيصال الدور بصدق تامّ وليحبّب الناس به تماماً مثلما كانت هي الحال في الزمن القديم".