بين ملوك الغناء وملوك البطيخ...
17 Aug 201511:16 AM
بين ملوك الغناء وملوك البطيخ...
هنادي دياب

هنادي دياب

يبالغ اللبنانيون وبعض العرب في استخدام الألقاب، وفي كثير من الأحيان في غير محلّها. فنجد أنّ للبطيخ ملكة، وللبطاطا أيضاً، ولغيرهما من أنواع المأكولات. أما بعض الفنانين فليسوا بعيدين عن ملوك البطيخ...

  

تفرط المرأة في صرف المال إذا كانت مهووسة بـ "هواية" الـ shopping. فتشتري ما يحلو لها غير آبهة بالمبلغ الذي صرفته ولا إذا كان ما ابتاعته جدير باستحقاق المبلغ. أمّا الفنّانون فيحذون حذوها ولكن على صعيد آخر. إنّهم يفرطون في قبول الألقاب الفنيّة التي تطلَق عليهم أو حتّى في نسبها لأنفسهم... 

 

ليست ظاهرة الألقاب الفنيّة بمسألة جديدة. فلطالما كان الوسط الفنّي الغنائيّ أو التمثيليّ أو حتّى المجال الأدبي الشعري أو النثري يحفل بها، منذ الزمن الجميل. إلاّ أنّ الأيّام الحاليّة وكذلك السنوات القليلة الماضية، أصبحت تشهد على فائضٍ من هذه الألقاب لا بل إفراط فيها إلى درجة أنّه ما من فنّان لم يطلق عليه بعض الصحافيّين أو المقرّبين إليه لقباً يسبق اسمه أو حتّى لم ينسب هو لقباً لنفسه. كذلك، تأتي بعض الألقاب عفويّة تماماً كالسبب الذي استدعى إطلاقها. ولقب الفنّان ملحم زين "ريّس الغناء"، على سبيل المثال، وُلِد عفويّاً عندما غنّى للمرّة الأولى "عندك بحريّة يا ريّس" لوديع الصافي، فنال استحساناً كبيراً من المستمعين وحقّق نجاحاً وانتشاراً واسعين بفضلها. 

 

 

وتعطي السيّدة غرازيلا الخوري ابنة الصحافي الراحل جورج ابراهيم الخوري الذي اشتهر في حقبته بمنح الألقاب الفنيّة لنجوم لبنان والعالم العربي، حديثاً خاصّاً لموقع الـ mtv. وتقول إنّ الفنّان الأوّل الذي حصل على لقب من والدها، على قدر ذاكرتها واعتقادها، هو "النجم العربي" وليد توفيق.

 

وتؤكّد الخوري أنّ "هذه الألقاب ما زالت تُستخدَم في كلّ إعلانات الحفلات الغنائيّة التي يحييها الفنّانون والنجوم، بل إنّها ألقاب تسبق أسماء الفنّانين". وتُرجِع السبب الذي كان يدفع جورج ابراهيم الخوري إلى نسْب الألقاب الفنيّة إلى النجوم، إلى أنّه "أراد أن تشكّل هذه الألقاب تكريماً للفنّانين في لبنان ومصر والعالم العربي الذين كانت تربطه بهم علاقات صداقة كثيرة.   

 

وتأسف ابنته أنّ "هناك الكثير من الذين يتناسون أنّ جورج ابراهيم الخوري هو مَن نسب هذه الألقاب للنجوم". أمّا عن النجمة هيفاء وهبي التي منحها الخوري لقب "عطر الليل" والتي نسبت إلى نفسها في ما بعد لقب "ملكة جمال الكون"، تصرّح الخوري، قائلةً: "ملكة جمال الكون" هو لقب أتى في مكانه المناسب، فهيفاء تستحقّه لأنّها من أجمل نساء العالم، وليس هذا الرأي شخصيّاً إنّما رأي كلّ من عرف هيفاء". وتضيف: "للقب "عطر الليل" معانٍ كثيرة خصوصاً أنّ العطر الذي نشمّه في الليل مختلف عن عطور النهار بجماله ورونقه الخاصّ". فهي لا تعاتب وهبي كونها غيّرت لقبها، معتبرةً أنّ اللقب الثاني لا يمحي الأوّل وأنّ هيفاء تردّد لقب "عطر الليل" في بعض المقابلات الإعلاميّة معها وتعتزّ به".   

 

ومن الفنّانين الذين لقّبهم جورج ابراهيم الخوري: "الموسيقار" ملحم بركات، "سلطان الطرب" جورج وسوف، "سفيرتنا إلى النجوم" فيروز "العندليب الأشقر" أحمد دوغان، "شمش الأغنية اللبنانية" نجوى كرم، "خوليو العرب" غسان صليبا، "قيصر الغناء العربي" كاظم الساهر، "الشحرورة / الأسطورة" صباح، "فارس الغناء العربي" عاصي الحلاني، "أميرة الغناء العربي" سميرة توفيق، "النجم العربي" وليد توفيق، "ملكة جمال النجوم" مادونا، "عطر الليل" هيفاء وهبي والكوميدي إيلي أيّوب "ضاحك الليل".

 

أمّا الألقاب التي أبصرت النور في الحقبة الغنائيّة الحاليّة وفي السنوات القليلة الماضية فمنها: "ملك الرومانسيّة" وائل كفوري، "ملكة المسرح" ميريام فارس، "بوب ستار" رامي عيّاش، "ملكة الإحساس" إليسا، "مطرب الجيلين" معين شريف، "قيثارة الخليج" نوال الكويتيّة، "فنان العرب" محمد عبدو و"فنانة الخليج" أحلام وغيرها...

 

 

يبدو أنّ اسم الفنّان وحده لم يَعُد يكفي ليعرّف عنه وعن نهجه الفنيّ ومضمون أعماله. فبات لقبه من أبرز مستلزمات "العدّة" الفنيّة التي يأخذها معه أينما ذهب. ولكن، هل "يموت" الفنّان إن لم يمتلك لقباً؟