الحدث في المنطقة كان اليوم في دمشق بتفجيرين قرب مقرين أمنيين، ومع صدور ادانات لبنانية، توقفت محافل سياسية عند إعلان الخارجية السورية أن لبنان أبلغ سوريا قبل يومين بتسلل عناصر من القاعدة إلى أراضيها. هذا الأمر يفرض حسب هذه المحافل اجراءات أمنية على طول الحدود مع فتح تحقيق في ما حكي عن عرسال وإثبات الكلام أو العودة عنه. وأهمية التوقيت في الإعلان السوري والجهة اللبنانية التي أبلغت وما تمتلكه من معلومات للحؤول دون تكرار التفجيرات لا سمح الله في سوريا وربما في لبنان.
ومن الكلام على التحذير الأمني كلام للهيئات الاقتصادية على التحذير من تداعيات مشروع قانون زيادة الاجور على الاقتصاد، في وقت ألغى الاتحاد العمالي الإضراب العام، واعتبر خطوة مجلس الوزراء متقدمة، إلا أنه طالب بدمج الروافد بالرواتب.
وفيما لم تنته بلبلة الأجور، وبإنتظار رأي مجلس شورى الدولة، برز موضوع الحوار الوطني من خلال ترؤس رئيس الجمهورية اللجنة التحضيرية لهذا الحوار، الأمر الذي ينبئ بأن خطوات منتظرة في هذا المضمار في السنة الطالعة.
ماذا أولا في التفجيرين في دمشق واللذين اكدت السلطات السورية أنهما ارهابيان، خصوصا أن هناك عشرات القتلى والجرحى.
* مقدمة نشرة أخبار ال "أم.تي.في"
دخول البلاد زمن الميلاد جمد التعارضات السياسية الخطرة التي شابت العلاقات بين أهل الأكثرية أنفسهم، وبين الهيئات الاقتصادية والعمال، وبين أرباب العمل ونصف الحكومة الذي ضربهم في الصميم، والممثل بترويكا حزب الله -أمل- التيار الوطني. كل هذا على خلفية إقرار مشروع الوزير شربل نحاس لتصحيح الأجور الذي أثار جملة مخاوف على المؤسسات المنتجة، إنطلاقا من عدم قدرتها على تحمل أعباء الزيادات الكبيرة. في المحصلة، سيمضي العمال الميلاد بنصف عيدية نظريا وسط الخشية من أن ينقضها مجلس الشورى مرة جديدة.
وإذا كان هم افرقاء الإنتاج كبيرا، فإنه لا يقارن بالهم الأمني المتعاظم وبالربط الشيطاني المبرمج للبنان بتفجيري دمشق اليوم، وقد أصر مسؤولون لبنانيون رسميون على الحديث، ومن دون وثائق، عن وجود لعناصر من القاعدة في البقاع يدخلونه تحت ستار المعارضة.
وليس من باب الصدفة أن نسمع الخارجية السورية تعلن اليوم أنها تلقت تحذيرات من لبنان من أن عناصر من القاعدة تسللت منذ يومين إلى سوريا في حين أن المجلس الوطني السوري المعارض اتهم النظام بتدبير التفجيرات. وهنا نسأل: لو فرضنا أن هذه المعلومات صحيحة، وهي ليست كذلك، فأي غريزة وطنية تسري في عروق لبناني تدفعه إلى زج لبنان في الأتون السوري؟ وهل يعد ذلك إسهاما في الإستقبال الاحتفالي للمراقبين العرب الذي دخلوا دمشق في "جمعة بروتوكول الموت"؟
* مقدمة نشرة أخبار "المؤسسة اللبنانية للارسال"
سيارتان مفخختان في قلب دمشق، وفي حي كفرسوسة بالذات الذي يعتبر حيا ديبلوماسيا وتجمعا للمراكز المخابراتية السورية بامتياز. الحدث في حد ذاته على جانب كبير من الاهمية والخطورة، فالاحداث المندلعة في سوريا منذ تسعة أشهر، وقد دخلت شهرها العاشر، كانت دمشق العاصمة بمنأى عنها تقريبا، فجاء تفجير السيارتين ليطرح أمن العاصمة السورية جديا.
في التوقيت، جاء الانفجاران غداة وصول طلائع المراقبين العرب، واللافت أنهما وقعا بعد تطورين سياسيين: الاول كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم منذ أيام عن أن المراقبين سيشهدون على الارهاب الذي تتعرض له سوريا، والثاني كلام مصدر حكومي لبناني أول من أمس ل"وكالة الصحافة الفرنسية" أن أجهزة لبنانية أبلغت إلى الحكومة معلومات عن دخول عناصر من تنظيم القاعدة إلى سوريا من طريق بلدة عرسال. هذا الكلام شكل المادة التي استخدمتها سوريا للقول إن تنظيم القاعدة يقف وراء التفجيرين.
في المقابل فإن المجلس الوطني السوري اعتبر أن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين، لكن الاتهام السوري لم يطابق ما أعلنه "حزب الله" الذي اعتبر أن هذه التفجيرات هي من اختصاص الولايات المتحدة الاميركية، أم الارهاب، كما وصفها البيان.
الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري رأى غير ما رأته دمشق و"حزب الله" فأبدى اعتقاده أن الانفجار من صنع النظام السوري.
واشنطن أكتفت بالقول إن التفجيرات يجب ألا تعيق عمل بعثة المراقبين.
ورغم انقضاء ساعات على الانفجارين فإن أحدا أو جهة لم يعلن مسؤوليته عنهما.
في سياق التطورات المرتبطة بالاحداث السورية، كان لافتا اليوم إعلان صحيفة "الوطن" السعودية أن المملكة تتجه إلى إغلاق سفارتها في سوريا. ونقلت عن مصدر سعودي مطلع أن سوريا أصبحت منطقة خطرة.
وفي سياق تطورات هذا الملف أيضا، إعلان كندا عزمها على فرض عقوبات جديدة على سوريا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
أول مهمة لبعثة المراقبين العرب كانت مراقبة الإرهاب الذي ضرب عميقا قلب الامن السوري، مستهدفا أرفع قياداته من علي مملوك الى رستم غزالي فحافظ مخلوف. نجت القيادات ودمرت مباني الامن على من فيها، بعدما اخترقت سيارتان متفجرتان مبنى أمن الدولة وأحد أفرع الأمن السياسي في كفرسوسة. العشرات بين قتيل وجريح، والإعلام الرسمي السوري انفتح للمرة الأولى ناقلا مباشرة مشاهد الضحايا والاشلاء والجرحى ومتهما القاعدة.
إنفجاران تركا دمارا سياسيا أيضا بعدما تمكن الارهاب أيا كانت قواعده من خرق منطقة أمنية محكمة ومن سحب دمشق الى دوامة العنف، فما هي الرسالة في يوم جمعة؟ ولماذا وقتت على زمن بدء العمل العربي؟ وهل دخلت دمشق نفق التفجير؟ إتهام القاعدة وصل سريعا عبر الخارجية السورية، وذلك على مرمى يومين فقط من عاصفة أثارها وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بإعلانه عن تسلل عناصر من القاعدة إلى سوريا عبر بلدة عرسال الحدودية. إتهام رأى فيه الرئيس سعد الحريري موقفا مردودا ومفبركا مع بعض أدوات سوريا في لبنان، مشيرا الى أن ثمة من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الإرهاب لتغطية جرائم النظام. وبحسب تحقيقات الحريري فإن هذا النظام هو من قام بالتفجيرين، وما أسرع من الخارجية السورية سوى الرئيس الحريري، وإذا ارتكنت سوريا الى هذه التحليلات، ابنة ساعتها، فإن الفاعل سوف يظل مجهولا سواء أكان القاعدة أم غيرها.
ولبنانيا أيضا أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصالا بالرئيس السوري بشار الأسد، مدينا التفجير الإرهابي، ومعتبرا أن تزامنه مع وصول طلائع المراقبين يهدف الى خربطة الحل العربي المتوافق عليه.
واشنطن بدورها، دانت الإرهاب بأقصى قوة بحسب الناطق مارك تونر، الذي قال إنه لا ينبغي أن تعرقل هذه التفجيرات عمل بعثة المراقبين العرب. فيما رأى تونر أن الارهاب لا يمكن تبريره على الاطلاق، قال "حزب الله" إن مثل هذه التفجيرات هي من اختصاص أميركا، أم الارهاب، وربط بين ما شهدته دمشق اليوم وما تعيشه المدن العراقية من تفجيرات أعقبت الانسحاب الاميركي من العراق ولم يستبعد أن تكون واشنطن قد نفذت عملية انتقام دموية.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"
قبل ثلاثة ايام قدم وزير الدفاع اللبناني ورقة مجانية للنظام السوري الذي تلقفها في الوقت المناسب وبنى عليها ما يؤدي الى تحميل لبنان مسؤولية الانهيارات في الداخل السوري في ضوء ما اعلن عن انفجارين اديا الى مقتل العشرات الامر الذي يطرح تساؤلات كبرى حول الجهات التي تعمل على زج اسم لبنان في مسارات الارهاب وهي جهات موجودة في الحكومة فيما الدولة برموزها الاساسية تلتزم الصمت او تتغاضى عن الاتهام، وفي كلتي الحالتين هي المسؤولة عن الملفات التي يجري اعدادها في دوائر المخابرات لترفع الى مراكز القرار في بعض الوزارات اللبنانية. لقد وضعوا بلدة عرسال البقاعية في الواجهة ومعها مناطق حدودية في الشمال وقدموا الى النظام السوري مادة مسمومة يعمل على تسويقها فيما لبنان كان على الدوام الجهة التي يصدر اليها الارهاب من النظام السوري.
ومع تلقف ورقة وزير الدفاع اللبناني اعلن المتحدث باسم خارجية النظام السوري ان لبنان حذر دمشق منذ يومين من تسلل لعناصر تنظيم القاعدة الى سوريا من اراضي لبنان وذلك اثر تحميل سوريا تنظيم القاعدة مسؤولية الانفجارين في دمشق وكفرسوسة وما طرح اكثر من سؤال وتزامن الانفجارين مع اليوم الاول لعمل طلائع بعثة مراقبي الجامعة العربية وقد اعلن السفير سمير سيف اليزن مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية رئيس وفد طلائع بعثة المراقبة ان ما حدث لن يوقف عمل بعثة المراقبين.
اما المجلس الوطني السوري فاتهم النظام بتدبير التفجيرات فيما نددت واشنطن وقالت ان التفجيرات يجب ان لا تعرقل ارسال بعثة المراقبين العرب. في المقابل اكد الرئيس سعد الحريري ان هناك من يعمل في الحكومة اللبنانية على زج لبنان في مسار الارهاب للتغطية على جرائم النظام السوري. واضاف الحريري عبر موقعه على "التويتر" ان كلام الخارجية السورية مردود اليها وهو مفبرك مع بعض ادواتها في لبنان. وتابع ان كلام وزير الدفاع فايز غصن عن التسلل هو فاتورة من الحكومة اللبنانية للنظام السوري، مؤكدا ان بلدة عرسال التي جرى التلميح بأن عناصر تسللت منها هي مدينة الابطال وهي ليست لوحدها لأن كل شرفاء لبنان معها.
* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"
بعد اقل من 24 ساعة على وصول الوفد التمهيدي لمهمة المراقبين العرب الى سوريا اعاد تفجيران انتحاريان استهدفا ادارة امن الدولة وأحد المقرات الامنية الرئيسية في دمشق، كل الوضع الى خانة الصفر.
40 قتيلا واكثر من مئة جريح في اكثر المناطق السورية امنا رسموا علامة استفهام عملاقة عن سبل وصول سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، كما عن خرق الامن السوري في عقر داره فيما اصابع الاتهام وجهت رسميا الى تنظيم القاعدة.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال "ان بي ان"
انفجاران ارهابيان هزا دمشق فغيرا المعادلة السورية، لكن هل تتغير معادلات العرب والغرب تجاه الازمة السورية؟ هكذا رحب الارهاب بطلائع المراقبين لتقديم تقاريرهم عما يجري هناك. هكذا رحب الارهاب الذي تحاربه سوريا منذ عشرة اشهر وحيدة في الميدان بمراقبين لم تكد اثار اقدامهم تطأ على ارض الشام حتى طبعت عناصر ارهابية لمساتها على مجزرة اصابت سوريا دولة وشعبا وقوى امنية بعمقها في محاولة لعرقلتها وللقضاء على مسيرة الاصلاح وتطلعات الشعب. اليوم المجموعات الارهابية المسلحة قالت كلمتها بالحديد والنار لا للاصلاح لا للتغيير لا للاستقرار فكيف سيتصرف السوريون؟ الشعب نزل الى الشوارع في مسيرات وطنية يستكمل من خلالها الالتفاف حول الدولة، والحكومة عقدت العزم استمكال مواجهة الارهاب.
التفجيران اللذان استهدفا مقرين لامن الدولة والامن العسكري في كفرسوسا دوت اصداؤهما في العاصمة السورية واغرقاها بالسواد عشية عيد الميلاد. لكن هذا السواد لم يخدش بصر المجتمع الدولي رغم وحشية المشهد وفظاعته واصيبت السن معظم العواصم الإقليمية ودول العالم بالعقم حيث لم يصدر عنها حتى كلمة استنكار لهذا الاعتداء الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة بحسب ما اكدت مصادر رسمية سورية. وابعد من ذلك بل اخطر من ذلك ان هذا العمل الارهابي اتى بعد يومين على اعلان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ان بحوزته معلومات تؤكد تسلل عناصر من تنظيم القاعدة بين سوريا ولبنان بالاتجاهين عبر بعض المعابر الحدودية ولا سيما في عرسال. هذه المعلومات اكدتها الخارجية السورية على لسان المتحدث باسمها جهاد مقدسي ان لبنان حذر سوريا قبل يومين من ان مجموعة من مقاتلي القاعدة تسللت الى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال كما انه اتى بعد يومين على سلسلة التفجيرات الدموية التي وقعت في بغداد اثر اكتمال انسحاب جيش الاحتلال الاميركي.
وفيما سارع لبنان الرسمي ممثلا خصوصا بالرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري الى استنكار التفجيرين مبديا تضامنه مع دمشق الجريحة، اطل زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري عبر "تويتر" في مواقف مثيرة للاستغراب فتصرف من خلالها كانه الناطق باسم المعارضة السورية الخارجية فرفض تصديق المشهد الاجرامي وانبأ انه من صنع النظام.
ومن سوريا الى الداخل اللبناني لا يزال قرار تصحيح الاجور هو الملف المتقدم على ما عداه من قضايا مطروحة عشية الاعياد المجيدة وفي هذا الشأن انتقلت الكرة مجددا الى مجلس شورى الدولة لابداء رأيه في القرار الذي اعلن وزير العمل شربل نحاس انه يطمح ليتم اصداره في الجريدة الرسمية الخميس المقبل.
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
بروتوكول الموت يضرب في دمشق بعيد وصول مراقبي البروتوكول العربي والتسمية التي اطلقها المحتجون على تحركهم اليوم رفضا للبروتوكول، ضرب الموت في قلب دمشق. عشرات الضحايا ومئات الجرحى ودمار هائل ومشاهد افظع من ان تتحملها العين، والسبب المباشر تفجيران انتحاريان استهدفا مقرين امنيين. المفارقة الغربية انهما لم يحظيا بأي ادانة عربية او غربية ما خلا لفتة اميركية، لكنهما رسما اكثر من علامة استفهام فهل دخلت سوريا في دوامة التفجيرات الانتحارية وهل لجأ خصومها في الداخل والخارج الى تغيير اسلوب المواجهة الذي يقوم على التفجيرات وربما الاغتيالات بعد فشل مشاريع البنغازيات والمناطق العازلة؟ وهل تعاقب دمشق وناسها بنقل المعركة الى قلبها بعد ان نأت بنفسها عن الازمة وناصرت النظام؟ ثم هل استنسخ البعض اسلوب الارهاب والارعاب من الجوار العراقي بعد فشل العقوبات والعدل الاممي والاقليمي؟ وبعدما بات التدخل العسكري بحكم المستحيل مع اظهار سوريا بعض بأسها في المناورات العسكرية الضخمة دلالة اخرى قرأها "حزب الله" في تفجيرات دمشق التي وصفها بالجريمة الارهابية التي جاءت بعد تفجيرات بغداد لتوحي ببدء عملية انتقام دموية جبانة بداتها الولايات المتحدة الاميركية واصابعها الممتدة في المنطقة ضد من ساهموا بإخراج المحتلين مهزومين من العراق. ترددات الهزيمة الاميركية في بوابة العمق الشرقي الداعم لسوريا تزامنت مع ترددات هزيمة اخرى مني بها الاميركيون في بيروت عبر كشف محطة استخباراتهم والتي كان نطاق عملها يتخطى لبنان الى سوريا وفق حلقة جديدة من مسلسل حرب المقاومة مع ال"سي اي ايه" والموساد نشرتها صحيفة السفير اليوم.
محليا علق الاتحاد العمالي العام اضرابه بانتظار جولة جديدة على حلبة ملف الاجور تنتظر عودة رئيس الحكومة من الخارج بعد عيد الميلاد الذي استقبلته قناة "المنار" بمقابلة مع النائب البطريركي المطران سمير مظلوم ضمن برنامج حديث الساعة هذه الليلة، وفيها تأكيد على الرؤية المشتركة التي تجمع بكركي و"حزب الله" حيال تطورات المنطقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك