أظهرت هوية من عرفوا من القتلى والجرحى، أن انفجار عرسال كان يستهدف مشايخ "هيئة القلمون" المقربين من "جبهة النصرة"، وهم، في معظمهم، على خلاف مستحكم مع تنظيم "الدولة الاسلامية" في جرود عرسال والقلمون، كما أن "مشايخ القلمون" لعبوا، بالتنسيق مع الشيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقية" و"هيئة علماء المسلمين" وبعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أدوارا في قضية العسكريين الأسرى لدى "النصرة" في جرود عرسال.
وتتركز التحقيقات الأمنيّة على فرضيّتين: الأولى، وهي الأرجح، تشير الى أن انتحاريا كان يقود دراجة ناريّة فجر نفسه بأعضاء الهيئة الذين كانوا مجتمعين، وما يعزز هذه الفرضية هو الانتشار الأفقي للتفجير وعدم وجود حفرة في المكان، فضلا عن الأشلاء، وبينها رأس الانتحاري المفصول عن جسده، وقد تعذر على أعضاء الهيئة التعرف على هويته.
أما الفرضية الثانية، والتي باتت شبه مستبعدة، فتشير الى وضع عبوة ناسفة تحت مقعد الدراجة النارية خارج المحل، وقد تم تفجيرها فور ركنها في المكان، أما الشخص المجهول الهوية، فهو مواطن سوري كان يعقد قرانه أمام المحكمة على الجريحة عبير بكور التي تبين أنّ اصابتها (في الرأس) حرجة.
ومن غير المستبعد، وفق "السفير"، أن يكون الانتحاري هو نفسه من كان يقود الدراجة النارية، وتوجه بها الى المحل الذي استأجرته الهيئة، وجعلته مقراً لها ولمحكمتها الشرعية التي تتولى الأمور الشرعية، وحتى الانسانية، للنازحين السوريين في معظم مخيمات عرسال وجرودها، بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات الاغاثية.
ووفق مصادر اسلامية معنية فان "هيئة علماء القلمون" التي ولدت غداة أحداث آب 2014 مباشرة، هي أقرب ما تكون في فكرها وسلوكها الى "النصرة" و"جيش الفتح" و"أحرار الشام"، ويتبادل مشايخها الذين يصل عددهم الى نحو عشرين معمما، العداء الفقهي والشرعي مع "داعش"، كما أن الهيئة تتواصل بشكل مستمر مع دار الفتوى في لبنان ومع ممثليها في منطقة البقاع الشمالي.
ووجهت أصابع الإتهام إلى تنظيم "داعش" الذي كان وضع أسماء بعض مشايخ "هيئة علماء القلمون" على "لائحة الموت" التي تضم أسماء سوريين آخرين و"عراسلة"، علما أن بعض أهالي عرسال تداولوا فرضية أن تكون هناك أسباب عاطفية وراء الانفجار، بإقدام سوري على تفجير نفسه أثناء عقد قران خطيبته السابقة على رجل آخر من التابعية السورية، وهي الرواية التي نفتها "الهيئة" كليا.
ووفق مصادر عرساليّة، فإن "هيئة علماء القلمون" لعبت دورا في سحب المسلحين من مخيمات النازحين، وتتواصل بشكل دائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتتميز بانفتاحها واعتدالها، وبالتالي فان استهدافها يؤشر الى انتقال الصراع بين المجموعات المسلحة من الأرض السورية الى الأرض اللبنانية، وهذه مسألة تستوجب من الدولة اللبنانية الضرب بيد من حديد من أجل عدم تكريس هذه الظاهرة التي سيكون أهل عرسال أول من يدفع ثمنها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك