تتخوّف أوساط سياسية من ان ما بعد أحداث فرنسا قد يكون مفتوحاً على مزيد من الفوضى التي يمكن ان تدفع البلاد ثمناً باهظاً لها في ظل الأزمة السياسية المتمادية في الداخل. فإن بيروت تأخذ في سياق قراءتها للمرحلة المقبلة، الى جانب ما كانت تلمّسته ديبلوماسياً من ان لبنان ليس على "أجندة الاهتمام الدولي"، المشهد المعبّر الذي تَناقلته وسائل اعلام عالمية عن شعورها بعد هجمات فرنسا التي استجرّت تعاطفاً إعلامياً وشعبياً وسياسياً "عالمياً" انها "منسية" او "متروكة" وان ضحايا تفجيريْ الضاحية، لا يساوون في عيون العالم ضحايا تفجيرات باريس، وهو ما اضاء عليه موقع مجلة "التايم" في مقال بعنوان "بيروت تتساءل اذا كانت بعض الاعتداءات الارهابية أهمّ من الأخرى".
وترى أوساط سياسية، بحسب ما ورد في جريدة "الراي" الكويتية، ان هذا "الشعور" بدأ يعزّز الاقتناع بأنه اذا لم يبادر اللبنانيون الى "نزع أشواكهم" بأيديهم، فإنهم قد يدفعون أثماناً غالية، وهو ما جعل مصادر مطلعة ترصد مآل "اليقظة" الوطنية "النادرة" التي برزت من فوق خطوط التماس السياسية بإزاء مجزرة الضاحية، واذا كان الخطر الأمني الذي أتاح في فبراير 2014 تشكيل حكومة "ربْط النزاع" برئاسة تمام سلام، سيفرض هذه المرة ايضاً تمرير الاستحقاق الرئاسي وفق قواعد مشابهة وانطلاقاً من الدعوة التي وجّهها الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله الى "تسوية شاملة"، تضم في سلّة واحدة رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة الجديدة وتركيبتها وقانون الانتخاب، بما يسمح بـ "الأخذ والعطاء" بين فريقيْ 8 و 14 آذار في كل من هذه الملفات، بحيث مَن يخسر في أحدها يربح في آخر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك