لم تكن لكتائب عبد الله عزام أي علاقة بالصراع السوري قبل ضلوع حزب الله في الحرب السورية، بل كانت تلتقي معه في الحرب ضد إسرائيل من دون الالتقاء وذلك عبر سرايا زياد الجراح التي كانت تطلق الصواريخ على فلسطين المحتلة بهدف المقاومة لتحريرها.
الا أن سطوع نجم سرايا الحسين بن علي في تفجيري السفارة الإيرانية ومستشاريتها في الضاحية الجنوبية بدّل مسار البوصلة، بل وجّه ضربةً قاسيةً لإيران الداعم الأساس لحزب الله هذا في لبنان.
أما في سوريا فقد خاضت كتائب عزام مواجهات احتدام مع الحزب في القلمون حتّى أنها استطاعت الاحتفاظ بجثمان عائد لأحد القادة الميدانيين للحزب.
الكتائب وبعد مرور سنتين على تفجيري السفارة والمستشارية كشفت عن هوية هذا القائد الذي عرفه الرأي العام اللبناني سابقًا في حادثة أثارت الجدل بين قطبي الرابع عشر و الثامن من آذار.
إنه مصطفى المقدم الذي استهدف قائد طوافة عسكرية تابعة للجيش اللبناني وهو النقيب سامر حنّا فوق مواقع سجد الجنوبية في آب 2008.
إذًا الجثمان التابع للمقدم هو مع كتائب عزام التي التقطت له صورة قبل دفنه في مكان مجهول في سوريا أظهرت في صورة حصرية حصلت عليها الـ mtvالقلادة العسكرية الخاصّة به.
الكتائب رفضت التصريح عمّا إذا كانت ستفاوض الحزب لإعادة جثمان شهيده إليه، مكتفيةً بإيصال رسالة سياسية وأمنية له وبطبيعة الحال فإنّ الحزب يتكتّم عن خطواته ما إذا كان سيطلب التفاوض وخصوصا انه عوَّد جمهوره على عدم ترك جثامين شهدائه في عهدة أعدائه حتّى لو دفع الأثمان الباهظة في المقابل.
الأيام المقبلة سترسم معالم جديدة للتعامل مع كتائب عزّام من قبل الحزب ستتكشف أولى خطواتها في موعد لم يُحدد بعد ، لكن اقترابه أو ابتعاده مرهون بنية الطرفين الخصمين إلى درجة العداوة، لإمكان دخول وسيط يعمل على إمكان المفاوضات غير المباشرة.

غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك