في ما يتصل بترابُط مشهد لقاء فرنجية - الحريري مع الأزمة الرئاسية، فإن المصادر لدى فريقي "8 آذار" و"14 آذار" لا ترى ان ثمة أفقاً واضحاً بعد للتفاؤل بإمكان اقتراب نهاية أزمة الفراغ الرئاسي، ولو انه يصعب تجاهل أهمية لقاء يجمع الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في هذا التوقيت الاقليمي والداخلي.
وتخشى المصادر التي تحدثت لـ "الراي"، ان تطغى التوترات السياسية والحسابات الشديدة التناقض التي أثارها اللقاء على اي معطيات ايجابية قد تلوح في أفق الأزمة السياسية بما يعني نشوء مزيد من التعقيدات الداخلية في مرحلة انتظار لمعطيات اقليمية غير مضمونة لتَوقُّع انفراج داخلي قريب.
واستبعدت دوائر مراقبة في بيروت ان تكون خطوة الحريري في اتجاه فرنجية بمعزل عن ضوء أخضر سعودي، وقالت ان "هذا التطور المفصلي اذا انتهى الى وصول فرنجية الى القصر الرئاسي سيعني حتماً انه جزء من ترتيبات تتصل بالوضعيْن اللبناني والسوري معاً".
ولفتت الدوائر عيْنها الى انه "لا يمكن تَصوُّر وجود فرنجية (صديق الاسد) في قصر بعبدا اذا استمر الرئيس السوري الحالي في قصر المهاجرين، وهو الأمر الذي أعطى خطوة الحريري بُعداً اقليمياً ودولياً يتّصل بالموقفيْن السعودي والروسي على حد سواء".
وأوحت مصادر في "14 آذار" مؤيّدة لتحرك الحريري بأن سليمان فرنجية من دون الأسد هو غيره مع الأسد، وذلك في معرض محاولة تبديد هواجس بعض مكوّنات تحالف "14 اذار" من ان «وجود فرنجية في قصر بعبدا يعني وجود بشار الاسد على رأس الجمهورية في لبنان».
وفسّرت أوساط واسعة الاطلاع امتعاض "حزب الله" من عدم أخذ فرنجية بنصيحته عدم الاستعجال، بان الحزب لا يريد رئيساً للجمهورية إلا بتوقيته الذي لم يحن بعد، ناهيك عن دلالات إمكان تبنّي الحريري لترشيح فرنجية قبل ان يعلن "حزب الله" أن الأخير مرشّحه الرسمي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك