Kataeb.org
صيدا هذه الايام، بركان ملتهب...والخشية ان ينفجر وتنتشر حممه على كامل الاراضي اللبنانية. فالى جانب ما يشكله مخيم عين الحلوة من خطر على البلدة ومحيطها، ان بسبب غياب سلطة الدولة اللبنانية عليه أو في ظلّ وجود خلايا ارهابية " نائمة" داخله، يبدو ان خطراً أشرس بدأ يطلّ برأسه منذ فترة قصيرة، وتحديدا من بوابة " عبرا"..
وعبرا، ويعني اسمها "مكان العبور" ، بلدة تسكنها غالبية مسيحية، تقع في شرقي صيدا التي تضمّ سلسلة من القرى والبلدات المسيحية، كما انها " على تماس" مع قرى شيعية وأخرى سنية. منذ أشهر، وتحديدا فور اندلاع الثورة في سوريا، بدأت الانظار تتحوّل اليها على اثر المواقف " الفتنوية" التي راح يطلقها الشيخ السلفي أحمد الأسير...
" فاتح على حسابو"...هكذا يصفه احد سكان عبرا ، مؤكدا عبر موقع Kataeb.org " ان ما يجري في المنطقة يثير الكثير من الهواجس والمخاوف، لا بل انه تخطى كلّ القوانين والاخلاقيات قبل عيد الميلاد المجيد بايام قليلة".
فماذا حدث؟
يتابع المصدر حديثه لافتا الى ان " الشيخ الأسير، وهو امام مسجد بلال بن رباح الذي شيّده بنفسه في عبرا، لطالما حاول اظهار " النيّة الصادقة" تجاه المسيحيين عبر اطلالاته الاعلامية، وكذلك لدى اجتماع بعض شخصيات البلدة المسيحيين به، فيقول لهم ان مشكلته تكمن مع "حزب المقاومة" الذي تطاول على "اهل السنة" في 7 ايار وغيره، ليتبيّن ان كامل كلامه يصبّ في خانة الدعاية الاعلامية والتمويه لا أكثر ولا أقل، وأقلّ ما يقال عن تصرفات " جماعته" هي انها هادفة الى التحريض المذهبي والطائفي وضرب العيش المشترك وزعزعة الامن الداخلي، واشنعها تمظهر قبل عيد الميلاد المجيد بايام قليلة حين اعتدى عدد من أتباعه على رجال يرتدون زيّ بابا نويل ويقومون بتوزيع الهدايا على الاطفال في البلدة المسيحية، فارغموهم على المغادرة ومنعوهم من توزيع الهدايا مرة جديدة اوالقيام بأي عادة اخرى مرتبطة بالعيد."
هكذا، توّحد أهل عبرا حول جملة واحدة : " لم نشعر بأجواء العيد...والله يستر". كيف لا وهم لم يشاهدوا اي زينة في شوارعهم بعد منعها. اما الغريب، فكان ردّ الشيخ الاسير على بعض المعنيين من عبرا الذين زاروه ليسألونه عن هذه الاعتداءات والتصرفات اللاخلاقية، اذ اجابهم " معنا أوامر"!
هنا يسأل احد السكان باستهزاء ما اذا كان " لدى الجماعة ايضا أوامر بنحر فتاتين بالسكين منذ مدة لمجرد ارتدائهما تنانير قصيرة "!
وفي مجال آخر، يلفت عبر موقعنا الى ان " التهديدات تنهال من كلّ حدب وصوب على صاحب محل يبيع مشروبات كحولية ، لاجباره على اغلاق المتجر".
على اي حال ، الصرخة التي يطلقها مسيحيو عبرا لايقاف هذه الظاهرة " السلفية" المتشددة التي تهدد لبنان كلّه من خلال الخطاب الطائفي التحريضي، يطلقها بدروهم سنّة صيدا المعتدلين، لا بل انهم يقفون في الصفوف الامامية لمواجهة التنين الطائفي وحماية السلم الاهلي. الا ان ثمة من يظلّ يسأل عن الدور الذي لا تلعبه النائبة السابقة بهية الحريري لمنع هذه الممارسات التي تضرّ بسمعة صيدا أولا. كثرٌ اذاً عاتبون على " بنت البيت" خصوصا بعدما لاقتهم بالاجابة " انها لا تملك تفاصيل كثيرة عن موضوع الاسير وجماعته"...
فهل يتحرّك المسؤولون في الدولة اللبنانية قبل ان تتفاقم ظاهرة الاسير السلفي، خصوصا وان خطاباته اليومية وتحديدا تلك التي يطلقها ايام الجمعة تثير في كثير من الاحيان النعرات الطائفية وتهدد الاستقرار؟ وهل سيتحرك وزير الداخلية مروان شربل بعد الكشف عن هذه المعلومات عبر موقعنا فيدعو مجددا الى ايقاف الشيخ للتحقق من اهدافه ونواياه؟ أم ستكون عبرا عن حق مكان العبور...نحو "الامارة"؟!!
في سطور...من هو الشيخ أحمد الأسير
- هو امام مسجد بلال بن رباح الذي شيّده بنفسه في عبرا
- يقول بأنه يعمل في "حقل الدعوة والتبليغ " منذ العام 1989 ولديه نشاط دعوة ضمن الطائفة يوميا
- يدرج خطاباته في خانة "الدفاع عن مظلومية السُنة" وتحت عنوان " كفى استخفافا لأهل السنّة".
- يعدّ للتوسع في " مسيرته" ليصل الى مناطق اقليم الخروب بهدف تسجيل استقطابات جديدة في صفوف القاعدة السنية، خصوصا بعدما بات مشهورا في الاعلام
- يدأب على القاء خطبته خارج المسجد، وسرعان ما يتحوّل التجمع الى تظاهرة منددة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد ونصرة للشعب السوري.