اوساط مطلعة على زيارة بان كي مون لـ الراي: لا شيء عملياً يمكن ترقبه من هذه الزيارة باستثناء الاطلالة الدولية في بيروت ومغازيها وابعادها
اوساط مطلعة على زيارة بان كي مون لـ الراي: لا شيء عملياً يمكن ترقبه من هذه الزيارة باستثناء الاطلالة الدولية في بيروت ومغازيها وابعادها
تنهمك الاوساط الرسمية اللبنانية في الاستعدادات للمحادثات التي سيجريها اليوم وغداً الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون والتي ستشكل نافذة محلية للخروج من يوميات الملفات الداخلية التي تغرق في معظمها في حالة من المراوحة، بدليل ان ملف الاجور المفتوح منذ اشهر تحول اشبه بحكاية «ابريق الزيت».
ومع ان بعض الاوساط المطلعة لا يعطي زيارة بان كي مون لبيروت اهمية استثنائية وخصوصاً ان الهدف الرئيسي منها هو رعاية مؤتمر تنظمه منظمة «الاسكوا» عن التحولات الجارية في المنطقة العربية، فانها تلفت في المقابل الى ان النقطتين الاساسيتين اللتين يُعتدّ بهما في هذه الزيارة هما ملامسة موضوع تجديد البروتوكول لتفويض المحكمة الدولية مدة ثلاث سنوات اضافية ابتداء من مطلع مارس المقبل وانعكاسات الازمة السورية على لبنان.
وتفيد هذه الاوساط لصحيفة "الراي" الكويتية ان لا شيء عملياً يمكن ترقبه من هذه الزيارة باستثناء الاطلالة الدولية في بيروت ومغازيها وابعادها، وهي ابعاد ايجابية بالنسبة الى لبنان نظراً الى دلالة قيام وفد رفيع المستوى برئاسة بان كي مون بالزيارة وتمضية ثلاثة ايام في بيروت، في وقت يشهد العالم العربي انتفاضات وثورات واضطرابات على انواعها، وهذا البعد من شأنه ان يوظف ايجاباً في تحسين صورة لبنان على المستوى الدولي، باعتبار ان ثمة استقراراً بالحد الادنى الذي يسمح بزيارة المسؤول الاممي مع وفد كبير ناهيك عن تظاهرة ديبلوماسية اخرى تتمثل في مشاركة نحو 50 شخصية عربية واجنبية في المؤتمر والندوات التي تنظمها «الاسكوا» تحت عنوان «الاصلاح والانتقال الى الديموقراطية في العالم العربي»، وبينهم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والمرشح للرئاسة المصرية عبد المنعم ابو الفتوح والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.
غير ان الاوساط نفسها تعتقد ان هذا البعد سيبقى في اطار شكلي اكثر منه سياسي لان النقاط العالقة بين لبنان والمجتمع الدولي كثيرة، ولو ان الاولويات الراهنة لا تضع لبنان في مصاف متقدم لدى المنظمة الدولية. ذلك ان الانتهاكات السورية التي حصلت للحدود اللبنانية ـ السورية في الاسابيع الاخيرة تركت مزيداً من الثغر في سجل الحكومة الحالية التي لم تتخذ الاجراءات الحاسمة التي من شأنها وضع حد حاسم لهذه الانتهاكات، ناهيك عن ان ما حصل في الجنوب من اعتداءات على «اليونيفيل» واطلاق صواريخ لم يفض الى اي كشف بعد للجهات المتورطة رغم تعهدات السلطات اللبنانية باجراء تحقيقات فعالة، وهي امور تجعل الامم المتحدة تنظر الى الوضع الحكومي بنظرة يشوبها الشك نظراً الى ارتباط معظم القوى الحكومية بالنظام السوري في وقت يتصاعد التوتر بين هذا النظام والمجتمع الدولي.
 ولذا لا تتوقع الاوساط للزيارة الاممية اكثر من توفير فرصة لعرض التطورات وشرح كل من الجانبين رؤيته لما يجري، والتحضير الجدي عبر الزيارة لاستحقاق التجديد للمحكمة الدولية بعد اقل من شهرين.