من دبي إلى بيروت... المساحات شاسعة، والفارق أكبر... لا نقصد في هذه السطور ان نسيء إلى وطننا، بل ان ندقّ ناقوسا علّ أحدا يسمعه، فيسارع إلى إنعاش ما تبقّى من الدولة، ويعيد إلى ناسها بعضا من الاحترام الالزاميّ.
كالكثير من اللبنانيين، غادر ابراهيم ملّا وطنه قبل عشر سنوات باحثا عن مستقبل أفضل، عن أمان وحياة كريمة، تزوّج ورزق صبيا يبلغ عمره اليوم 5 سنوات. قبل أقلّ من شهر، انضمّ الطفل يحيى إلى شجرة العائلة، أنجبته والدته ليال في دبيّ، غير مدركة أن المخاض سيطول، وان الراحة لم يحن موعدها بعد.
عادت إلى لبنان قبل أيام بعدما طلبت من السفارة اللبنانية في دبي إرسال وثيقة الولادة إلى بلدها الأم اختصارا للوقت، لان المعاملات هناك تستغرق شهرين، وتوجّهت إلى وزارة الخارجية حيث اكدوا لها ان الوثيقة أنجزت وتمّ ارسالها إلى وزارة الداخلية بتاريخ 23 آذار المنصرم.
غير أنها حينما توجّهت إلى هناك، بتاريخ 31 آذار فوجئت عندما قيل لها إن معاملتها لم تصل إلى الوزارة. تروي ليال لموقع الـmtv الالكتروني أنها صُدمت خصوصا من طريقة معاملتها هناك، فهي وعندما طلبت منهم إعطاءها رقما لتتصل بهم في ما بعد وتتأكد ممّا إذا وصلتهم وثيقة الولادة اختصارا لمشقة الطريق من طرابلس حيث تسكن إلى بيروت، اجابوها بأن لا رقم تتصل به. "شعرتُ انني في بلد غريب، أنني لست في وطني"، تقول ليال، وتضيف "المعاملة كانت سيئة للغاية، في الخارج يعاملوننا بطريقة أفضل".
اليأس يتآكلها، فهي عالقة في لبنان مع ابنها الذي سيتأخر على مدرسته في دبي، وبين ذراعيها مولودها الجديد الذي لا يمكنها أن تتركه هنا... تبكي بحرقة، وتضيف "لم اتّصل بأحد من المسؤولين أو النواب لأنني ببساطة لا أعرفهم، انا اعيش في الخارج وكلّ ما أريده هو وثيقة ولادة ابني".
سجّلوا ايها اللبنانيون أن في لبنانكم لا كرامات تحترم، ولا أدنى معايير الحقوق تراعى... سجّلوا أيها اللبنانيون أنه من الفساد يولد فساد، وحيث يسكن الاستبداد عقول المفترض انهم ساهرون على حقوقنا، نُضحي غرباء على أرضنا!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك