يتغلّب "الاجتماعي" على "السياسي" في لبنان. يقول نائبٌ لبناني منذ أكثر من عشر سنوات إنّ أشدّ الخصوم في السياسة يكونون أحياناً من أقرب الأصدقاء، ولو سمع الناس كيف يتخاطبون بودٍّ في جلساتهم لكفّوا عن متابعتهم في الإعلام.
يُعتبر النائب ألان عون من أكثر المنفتحين على "الآخر" في فريق 14 آذار. يملك الرجل صداقات في هذا الفريق أكثر ممّا لديه في 8 آذار و، ربما، في التيّار الوطني الحر. تحوّلت مطاعم وسط بيروت، القريبة من المجلس النيابي، الى قاعدة ثابتة للقاءات التي يشارك فيها عون، ليجلس حول طاولة واحدة مع نوّاب حاليّين أو سابقين ومستشارين لشخصيّات هم على خصومة مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ومن أشدّ معارضي وصوله الى سدّة الرئاسة. لم تُفسد الرئاسة، التي دونها عقبات، في الودّ الناشئ بين نائب بعبدا وأصدقائه، ولو أنّ هذه الجلسات كانت مادّة للنميمة عليه من قبل مقرّبين من "الجنرال" عبّروا منذ فترة أمام الأخير عن انزعاجهم من غداءٍ جمع منذ فترة عون مع صديقه مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري.
اختار عون هذه المرّة منزله في الحازميّة ليستقبل أصدقاءه على الغداء ظهر الإثنين، ومنهم نادر الحريري، الوزير السابق غطاس خوري، النائب السابق منصور البون، رئيس اتحاد بلديات المتن الجنوبي كريم سركيس، السفير السابق سيمون كرم، المستشار في السفارة الأميركيّة فادي حافظ والإعلامي جورج غانم.
تشير مصادر موقع الـ mtv الى أنّ الأجواء في اللقاء كانت وديّة كالعادة، واهتمّ الحضور بسؤال خوري والحريري عن نتائج زيارة موسكو، مع الرئيس الحريري، حيث لفت الإثنان الى أنّ الملف السوري كان الطاغي في غالبيّة اللقاءات التي عقدها الوفد، حيث تمّ البحث في عمق هذا الملف في اللقاء مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.
وأكد الحريري أنّ الملف الرئاسي لم يُطرح بشكلٍ موسّع في اللقاء، مستبعداً حصول أيّ تطوّر على هذا الصعيد في الأشهر القليلة المقبلة. كذلك استبعد حصول أيّ مبادرات قريبة تُخرج الرئاسة من عنق زجاجة الشغور، كمثل البحث في مرشّح ثالث أو تنازل أيّ من المرشّحَين الأساسيّين لصالح الآخر.
وبدا الحريري واثقاً من إجراء الانتخابات البلديّة في موعدها، لافتاً الى أنّ تيّار المستقبل لا يعارض إجراءها. وتمّ التطرّق في هذا المجال الى بعض المعارك الانتخابيّة المنتظرة، خصوصاً في جونية، حيث نُصح البون بترشيح زوجته السيّدة سيلفانا لخوض المعركة!
لم تكد تمرّ ساعات على هذا اللقاء الودّي، الذي لن يكون الأول ولا الأخير، حتى أطلق الرئيس الحريري موقفاً عن الفراغ الرئاسي وردّ عليه تكتل التغيير والإصلاح، الذي ينتمي إليه النائب ألان عون، بموقفٍ آخر. إلا أنّ الأخير لن يتخلّى عن أصدقائه بالتأكيد، و"جَمعة" عيد البشارة، المؤجّل، في منزله ستتكرّر بالتأكيد، مهما انزعج المنزعجون...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك