جاء في صحيفة "النهار": قصة قاعدة القليعات الجوية "مطار الرئيس الشهيد رينه معوض" كقصة ابريق الزيت التي تتكرر دون ان تبلغ الامور مراميها لجهة اطلاق مشروع اعادة تأهيله وتطويره والافادة منه وتشغيله كمطار مدني، الى كونه قاعدة عكسرية جوية.
مطار القليعات كان شهد حركة طيران مدني داخلي بين الشمال وبيروت عامي 1988 و1989 وتولت في حينه "الميدل ايست" تشيغله لفترة وجيزة لتتوقف حركة الطيران المدني فيه بعد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية.
ومع توقفه، خسرت عكار والشمال مرفقا حيويا مهما كان يعول على استمراره لتحقيق حركة انمائية تشمل كل المجالات الصناعية والزراعية والتجارية والسياحية.
ومن موجبات التشغيل لهذا المطار اليوم وفق مصادر نيابية في المنطقة ان مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في بيروت بات حاليا غير قادر على استيعاب المزيد من حركة الركاب المتصاعدة سنويا، اذ ان قدرته الاستيعابية هي في حدود الـ 6 ملايين راكب حاليا، كما انه غير قادر على استقبال العدد الكافي من الطائرات ذات الحجم الكبير "اير باص A 380".
وتشير المصادر عينها الى ان هناك دراسة وخطة اعدتا عام 2010 لتوسيع مطار بيروت وتطويره الا انهما تتطلبان وقتا طويلا للانجاز. والخطة تفضي الى استيعاب 18 مليون راكب سنويا. وقد لحظت رفع عدد بوابات وقوف الطائرات من 23 بوابة الى 46، 7 منها مخصصة لاستقبال الطائرات ذات الحجم الكبير A380.
وبناء عليه، وفي انتظار تنفيذ الخطة المقترحة بات من الملح على الدولة البدء بتنفيذ مشروع اعادة تأهيل الرئيس الشهيد رنيه معوض "قاعدة القليعات الجوية" بما يخدم خطة تنمية عكار لتحقيق الانماء المتوازن، علما انه مؤهل لاستقبال كل انوع الطائرات ويقع على تقاطع طرق برية دولية ولا يبعد سوى كيلومترات عن الحدود اللبنانية – السورية، مما يساعد على انشاء معبر حدودي مخصص للشاحنات الناقلة للبضائع بين لبنان وسوريا وعبرها الى مختلف الدول العربية، وهناك احتمال لانشاء مركز جمركي حدودي مجهز بكل التجهيزات الحديثة لمراقبة، الشاحنات وانجاز معاملاتها الجمركية بما يسهل حركة النقل ويحل مسألة ازدحام الشاحنات على المعابر.
كذلك يمكن تخصيص المطار للطيران ذي التكلفة المتدنية و"التشارترز"، على امل ان تتخذ كل الاجراءات والحوافز بما يشجع الشركات العلمية على اعتماد هذا المطار الذي يمكن ايضا تخصيصه لتنظيم رحلات الحج سنويا، وللرحلات السياحية.
كما ان قرب المطار من اماكن سياحية وأثرية وطبيعية يحقق فرصة كبرى لانعاش المنطقة على كل الصعد، ولا سيما انه يمكن ان يوفر ستة آلاف فرصة عمل في السنة الاولى لانطلاقته وصولا الى 21 الف فرصة عمل عام 2018، وفق الدراسات التي كانت موضوعة سابقا وحددت الكلفة الاجمالية للمشروع بـ 90 مليون دولار، وقدرت كلفة المرحلة الاولى المتضمنة تأهيل المدارج والمنشآت والتجهيز بـ 45 مليون دولار.
وكانت شركة CPI للنفط تملك مطارا صغيرا اسمه مطار القليعات، تستعمله طائرات صغيرة ينتقل فيها المهندسون والموظفون والعمال التابعون لهذه الشركة بين لبنان والدول العربية.
وعام 1966 تسلم الجيش اللبناني هذا المطار، وشرع في توسيعه وتحديثه، ليصبح قاعدة جوية اعتبرت آنذاك من احدث القواعد الجوية في المنطقة. وعام 1989 تم انتخاب رينه معوض رئيسا للجمهورية في قاعدة القليعات الجوية، وبعد استشهاده سمي مطار القليعات "مطار الرئيس الشهيد رينه معوض".
والمطار مجهز بمدرج طوله 3200 متر قابل لتطويره الى 4000 متر وعرضه 60 مترا وهناك مدرج مواز بطول 3200 متر مواز للمدرج وتتوافر فيه ابنية ومستودعات للوقود وهنغارات للصيانة، وقطع غيار واجهزة اتصال ورادار.