"السفير": لبنانيو نيجيريا بأمان
"السفير": لبنانيو نيجيريا بأمان

جاء في صحيفة "السفير": "اللبنانيون بخير. خلاصة يمكن لكل من يتواصل مع الجالية اللبنانية في نيجيريا ان يلتمسها، إلا أنها تبقى بمثابة تطمين مطعّم بالقلق...

ربما ليست المرة الأولى التي يشهد فيها لبنانيو نيجيريا، المقيمون بغالبيتهم منذ عقود في هذا البلد الأفريقي النفطي، موجات عنف يقال إنها "طائفية" بين جماعات مسلمة في الشمال ومسيحية في الجنوب، -دائماً بحسب وكالات أنباء عالمية اعتادت التركيز على النعرات الطائفية-، إلا أن ما جرى في مدينة كانو في شمال البلاد،طلم يكن عادياً".

"ما حصل كان متوقعاً ولكن ليس بالحجم الذي أتت به الهجمات.. الجميع تأثر بتدهور الوضع الأمني، نيجيريون ولبنانيون وغيرهم، لكن الامر الى تحسّن الآن"... يؤكد ناصر حمود، رجل الاعمال اللبناني المقيم في كانو منذ عقود، لـ"السفير" إن اللبنانيين لم يتأثروا مباشرة بما حدث اذ ليسوا مستهدفين كجالية، غير ان الوضع متأزم بشكل عام، ونتمنى ان تتحسن الأوضاع قريباً".

حمود كسواه من اللبنانيين في كانو، يتخذ احتياطاته حالياً بانتقائه أوقات خروجه من منزله او العودة اليه، مقيداً بساعات حظر التجول التي تفرضها الحكومة بين السابعة مساءً والسادسة صباحاً الى حين انحسار الأزمة. "الجالية لم تتأثر"، بحسب حمود، إلا أن أعمال بعض اللبنانيين تعتمد حالياً على عودة الهدوء. وقال «محلات اللبنانيين ومعاملهم وشركاتهم تأثرت بلا شك، خصوصاً لجهة تنقّل الموظفين من منازلهم الى مكان عملهم.. ولكن غداً (اليوم) سيكون يوماً طبيعياً".
هل تركت العائلات اللبنانية كانو باتجاه بيروت؟ يستبعد حمود هذه الأنباء. أما شربل بو دامس، الموظف في احدى الشركات اللبنانية في كانو، فيقول لـ"السفير" إن "العديد من رجال الأعمال أرسلوا عائلاتهم الى لبنان في اليوم التالي (السبت الماضي)".

ووصف بو دامس حالة الإرباك التي سادت المدينة يوم وقوع الاعتداءات. وقال إن «ما شهدته كانو لم يسبق ان حدث في تاريخها.. فبعد دقائق من حصولنا على رسائل هاتفية بأن انفجاراً قد وقع، بدأنا نسمع دوي الانفجارات المتتالية". وأضاف "سمعنا قبل اشهر بأن الشرطة قد تستهدف من قبل جماعة بوكو حرام الإسلامية لكن لم نتوقع ان تكون منسّقة الى هذا الحد". كان الأمن "معدوماً" يوم الاعتداءات بحسب، بو دامس، الذي قال إنه رأي كل اللبنانيين الذين كانوا في وظائفهم في ذلك الحين. "نحمد الله أن أحداً لم يتعرّض للخطر غير ان 3 من الجالية الهندية قضوا في الأحداث".

تختلف آراء اللبنانيين لما يجري في نيجيريا باختلاف المدة التي اقاموا خلالها في البلاد. فقلّة من بين القدامى في لاغوس وكانو وأبوجا، تعرب عن تخوّفها مما قد تؤول اليه الأوضاع، إذ يرى معظمهم ان "كانو ليست أبيدجان"، على حدّ تعبير صاحب احد المعامل اللبنانية. اما رجل الاعمال اللبناني المقيم في لاغوس منذ 20 عاماً، إميل ابو ديوان، فيؤكد ان "بوكو حرام تُعطى اكثر من حجمها بكثير.. فنيجيريا معروفة بأنها بلد استخباراتي ولا زالت السلطة تمسك بالارض". ويضيف "الجالية اللبنانية هي من أقرب الجاليات الى النيجيريين.. لسنا مستهدفين أبداً بل نُعامل بشكل جيد. فإذا استقررنا في بيوتنا لحين جلاء الأمور، نكون بأمان، اما إذا خرجنا للتـحدي، فسنكون في خطر".