الكتائب تثبّت حضور لبنان عربياً ودوليا

سعد الياس

صدى البلد

في خضم الغليان الجاري في المنطقة والتحولات التي تشهدها بعض الانظمة العربية، فإن حراكاً قوياً يقوم به حزب الكتائب الذي قال عنه البعض إنه شاخ بعد مرور 75 عاماً فيما هو اليوم من خلال تحضيراته لمؤتمر يضم أكبر تجمع لأحزاب تؤمن بالديموقراطية وقيم الحرية والانسان في العالم يعيد لبنان الى الساحة الدولية ويؤكد بقاءه ليشهد قيام الدولة في لبنان ونزع ما تبقّى من سلاح.

 

سيكون هذا الاسبوع على موعد مع مؤتمر عام ينظمه حزب الكتائب لأحزاب ديموقراطية الوسط IDC المنتشرة في عدد من الدول العربية والغربية والتي إنضم اليها حزب الكتائب في العام 2008 من خلال التوقيع في بكفيا على ورقة العمل والتفاهم. وسيكون المؤتمر مناسبة لتأكيد متانة تحالف 14 آذار ومد اليد الى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط.واعتباراً من مساء اليوم ستكون اطلالات للقيادة الكتائبية بدءاً برئيس الحزب أمين الجميّل على شاشة " أم تي في " الى اطلالة النائب سامي الجميّل غداً على شاشة " أخبار المستقبل " وصولاً الى عدم غياب النائب نديم الجميّل عن الاشرفية بعد المأساة التي ضربتها اخيراً.

 

وبين المشاركين اللبنانيين في فعاليات هذا المؤتمر رئيس " كتلة المستقبل " الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ومن بين المشاركين العرب رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس الذين سيلقي كل منهم كلمة.أما الرئيس الجميل فسيطلق في جلسة الافتتاح شرعة الاطار للربيع العربي ، وسيطرح تصوره المتعلق باحترام التعددية في العالم العربي والمنطقة، بعدما عمل في الاشهر الماضية على خط اطلاق الحوار بين مختلف الفئات والطوائف فزار مصر والتقى شيخ الازهر وبابا الاقباط، ثم زار تركيا وجال على المسؤولين اللبنانيين الزمنيين والروحيين.وكانت محادثات رئيس الكتائب تركّز على وجوب ان يحدد الربيع العربي هويته، وان تتضح صورة الغد في الدول التي انتفضت شعوبها على الدكتاتوريات لترسم الاطر العامة لاي افق ديمقراطي يحترم الحريات والتنوع ويطمئن الاقليات وما في ذلك من ابعاد لما يطرح من زاوية الهواجس المسيحية.

 

ويتمسك حزب الكتائب بالديمقراطية والتنوع والحريات العامة والخاصة وبالممارسة البرلمانية العريقة،ويعتبر التجربة اللبنانية رائدة في هذا الاطار وانه على الشعوب العربية ان تحتذي بذلك كله.وتؤكد القيادة الكتائبية على ان المسيحيين رواد في هذا الاطار وعلى ضرورة ان يبادروا الى دعم التغيير في العالم العربي والى ان يمارسوا حقوقهم كمواطنين لهم اسهامهم الكامل في رسم مستقبل بلادهم.

 

واللافت أن المؤتمر الهادف الى إرساء الديموقراطية والسلام يواجه في الداخل اشكالية وجود سلاح حزب الله الذي إستخدم لضرب نتائج الانتخابات النيابية ولفرض أكثرية جديدة وللتهديد مراراً ب 7 ايار جديد.ومن المتوقع أن تركّز توصيات المؤتمر على إنتهاء دور هذا السلاح ، ولاسيما في ضوء التغييرات السياسية والاستراتيجية في المنطقة حيث بات على حزب الله الادراك أن اللعبة إنتهت ، وأن الامور باتت مكشوفة حول أدوار هذا السلاح والتي فضحها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني.

 

ويشرح الرئيس الجميّل كيف عطّل حزب الله طاولة الحوار لعدم الغوص في موضوع سلاحه،يسانده في هذه المهمة رئيس " تكتل التغيير والاصلاح " النائب ميشال عون انطلاقاً من إعتبار هذا السلاح سرمدياً.لكن الجميّل لا يقرن نزع سلاح الحزب بسقوط النظام السوري خصوصاً أن الحزب بنى لنفسه كياناً ذاتياً ولديه الامكانية للاستمرار بعد سقوط النظام الى مستقبل قريب.وتعتبر القيادة الكتائبية أنه لوكانت هناك مقاومة بعد لما كنا ربما نطلب وضع حد لسلاح حزب الله، ولكن اليوم لم يعد هناك مقاومة بل سلاح حزب يستعمل بصورة عملية أو ترهيبية ولأسباب سياسية وسلطوية في الداخل. وعندما نقبل بالـ 1701 وبوقف النار وبانتشار القوات الدولية، ودخول الجيش اللبناني والقوى الأمنية إلى الجنوب، نكون نقبل وقف المقاومة، وبالتالي انتفاء الحاجة إلى السلاح.