عقد النائب خالد ضاهر مؤتمرا صحافيا في منزله بطرابلس، تناول فيه الأوضاع الراهنة واستهل حديثه قائلا: "عندما تولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخلافة وقف وقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها. فكلمة الحق والنصيحة هي واجب علينا، وهي حق لنا أن نقولها وواجب على أهل المسؤولية أن يسمعوها وأن يصلحوا الخلل ويقوموا بالواجب في كل مجال".
أضاف: "مشكلتنا، وأنا أتابع هنا حديثي من باب النصيحة والغيرة والحرص على صفنا الوطني بشكل عام وعلى صفنا الإسلامي لأهل السنة بشكل خاص، فمنذ سنوات طويلة وأنا أرفع الصوت وأنصح وأقيم واشرح ما يعانيه واقعنا ومناطقنا وضرورة معالجة الخلل الذي كان على كل الصعد السياسية والأمنية والإنمائية وعلى صعيد الحقوق، وما تركت مناسبة إلا ورفعت فيها الصوت، وكنت أحذر من مغبة الوصول إلى ما وصلنا إليه، فالمشكلة ليست فقط في الإنتخابات البلدية، هي الآن مشكلة مزمنة جعلت من تصرف الجمهور وعدم إستجابته للقيادات السياسية أمرا مستغربا، لماذا؟ لأن هذا الجمهور مصدوم وهو مصاب بالإحباط واعتدي على حقوقه وعلى كرامته، واعتقل شبابه وضربت مناطقه، وضربت صيدا في عبرا وضرب الشيخ أحمد الأسير واعتقل المئات من الشباب، وكذلك قتل العشرات من الشباب في طرابلس واعتقل الآلاف، فلماذا يستجيب جمهورهم لحزب الله ولا يستجيب جمهورنا لقياداتنا السياسية؟ لأن أمين عام حزب الله وحزبه يقوم بالدفاع عن جمهوره بالحق وبالباطل".
وتساءل الضاهر: "تصوروا أنهم لم يقبلوا بخطة أمنية لإعتقال الفاسدين والخاطفين وتجار المخدرات وأصحاب مصانع هذه المخدرات، والمرتكبين في كل المجالات؟ حتى أنهم قاموا بإنقلاب 7 ايار لأجل تغيير ضابط في المطار. نعم نحن بحاجة إلى إعادة قراءة للواقع الذي نحن فيه، ولإصلاح الخلل وللنقد الذاتي، ولتغيير عتبات القصور والبيوت حتى لا نبقى أسرى الأوهام ومصالح بعض الناس، جمهورنا مصدوم، وكيف لهذا الجمهور ان يقبل بالضباط الذين قدموا إستقالتهم في 7 أيار وكلهم قد تم إبعادهم ومعاقبتهم وهم الذين وقفوا موقفا وطنيا للدفاع عن شعبهم وعن أهلهم؟ كيف لنا أن نقبل بأن تضرب مساجد التبانة بحجة خطة أمنية؟ وان يتم إعتقال المئات في حين أنهم لم يجدوا علاجا لوضع هؤلاء الشباب كما فعل الآخرون عندما رفضوا تسليم أبنائهم، ولم تتشدد الأجهزة الأمنية في الإعتقالات وفي الضرب؟ ولماذا نعتبر أن الجمهور خذلنا وأخطأ ولا نعتبر أن الخطأ في القيادات التي لم تراع هذا الجمهور؟ ولم تتحمل مسؤوليتها؟".
واردف: "تصوروا أن أمين عام حزب الله الذي نشروا له صورة كاريكاتورية في أحد البرامج التلفزيونية فقام أنصاره بتكسير السيارات في الشرقية وفي الغربية، ووقف أمين عام حزب الله وقال بأنه المسؤول وتحمل المسؤولية، في حين عندما تحصل أي قضية عندنا لا تتم المعالجة، فمن قام بتفجيري مسجدي السلام والتقوى هو يوسف دياب وتم إعتقاله في حين لم يتم الدخول إلى بيته ولم يتم إعتقال رفاق له ومن معه، بينما تتم الإعتقالات في بيئتنا دون أن يراعى أحد، ويتم التوقيف 48 ساعة لدى شعبة المعلومات ومن ثم إلى المحكمة، فأبناؤنا يقبعون عشرات ومئات الأيام في السجون، وقد رفعنا الصوت عن طريق المحامين والقضاة لإنقاذ شبابنا، ودعونا للوقوف إلى جانب شعبنا، لذلك نحن أمام مشكلة فينا وليست في جمهورنا، والقضية ليست في إنتخابات بلدية أو غيرها".
وتابع: "الناس عبرت عن رفضها لسياسة الخنوع والخضوع وسياسة الإعتدال، والإعتدال برأيهم أنه خضوع لحزب إيران ومساعدته في مشروعه، ونحن نريد العدالة والتوازن والحفاظ على الحقوق في هذا البلد للمسلمين وللمسيحيين، ونحن أمام مشكلة يجب أن تحل في العمق ولا يجوز بعد نتائج الإنتخابات أن يتم الهروب إلى الأمام وتقديم التنازلات إلى حزب الله وإيران وفريق 8 آذار، انما المطلوب إصلاح الخلل والدفاع عن الجمهور والخطاب الوطني العادل الذي يحافظ على الحقوق وعلى الكرامة، والناس بطرابلس إنتخبت الكرامة وإنتخبت الحق، وهذا الأمر جرى في كل لبنان، في بيروت وعكار وفي كل مكان قامت فيه الجماهير بالتعبير عن مواقفها لأن الأداء السياسي غير سليم، وهذا الأداء يحتاج إلى إعادة تقييم ونقد ذاتي وتغيير في الإسلوب وإحترام الناس، وان تكون القيادات على المستوى المطلوب، والجمهور حاسب على المشاركة في الحكومة مع حزب إيران وتغطية أعماله، الجمهور حاسب لأن وفيق صفا جلس على مقعد اللواء الشهيد وسام الحسن في وزارة الداخلية، الجمهور حاسب من تخلى عن مسؤوليته تجاه هذا الجمهور، نحن لا يمكن لنا إلا أن نحترم شعبنا وأهلنا، وقياداتنا السياسية أخطأت بحق هذا الجمهور وأي كلام لا يعود إلى إصلاح الخلل وإحترام الجمهور أو تحميل المسؤولية يمنة ويسرا هو خطأ وهروب إلى الأمام".
وقال: "أنا أدعو كما دعوت سابقا في كتلة المستقبل عندما حذرت بأننا بعيدون عن الجمهور وعن أدائنا السياسي وسألت ألا تريدون الترشح إلى الإنتخابات النيابية مرة أخرى؟ فلماذا نتخلى عن الناس ولا نحمي حقوقهم وندافع عنهم؟ ثم ومنذ أكثر من سنتين طالبت سماحة مفتي الجمهورية بدعوة كل قيادات المسلمين أهل السنة والجماعة لإصلاح الخلل وترتيب البيت وحماية حقوق الإنسان وإحترام جمهورنا وأهلنا ورفع الظلم عنهم ومحاسبة المرتكب ولكن أيضا عدم ظلم البرياء والإعتقالات".
واشار الضاهر الى ان "الأمر الآخر يتعلق بما قاله معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق بالأمس، وقد حمل فيه مسؤولية المبادرات والخسائر مع الأسف للسعودية. وأنا هنا اريد القول بأن من يتحمل المسؤولية هم من يمسك بالمسؤولية، والسعودية لم تجبر يوما فريقنا السياسي على قضية بموضوع الذهاب إلى سوريا من يتولى رئاسة الحكومة في تلك الفترة أيام س.س. كان سيذهب إلى سوريا، ولو أراد الرئيس الحريري أن لا يكون رئيس حكومة ويكلف غيره لما ذهب إلى سوريا. من المسؤول في هذا الموضوع يا معالي وزير الداخلية؟".
أضاف: "بشأن المملكة العربية السعودية قالها معالي السفير علي عواض عسيري بالأمس ان السعودية قدمت إليها مبادرة، هي لم تقم بالمبادرة، وكلامه هو الحق، ولكن من قام بالمبادرة؟ أنت أفصحت عن جانب من الأمور، ذكرت البريطانيين وذكرت الأميركان، لكن القضية بدأت عندما زار النائب السابق غطاس الخوري مستشار الرئيس الحريري جيلبير شاغوري بمناسبة وفاة أحد ابنائه وتم الحديث في هذا الموضوع وبدأت كرة الثلج تكبر والقضية بدأت من هنا مع بعض الأصدقاء الفرنسيين والبريطانيين وديفيد هيل (السفير الأميركي) وغيرهم. وكما ذكرت اعتبر أن هذا معيب بحقنا وبحق الرئيس الحريري وبدأت الكرة تكبر وتتحول إلى مبادرة برضى الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط بأن يكون النائب سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة، وتمت الطبخة من قبلكم (أي الوزير المشنوق) وليس من قبل السعودية التي نقلت إليها الصورة بأن هذه المبادرة ستنقذ لبنان، والسعودية كما عودتنا هي دائما مع إنقاذ لبنان وحمايته ودعمه ومع ما يجمع عليه اللبنانيون وأن المبادرة ستكون جامعة وعليها إجماع من كل اللبنانيين، فالسعودية لم ترفض أي مبادرة تخرج لبنان مما هو فيه".
وتابع: "لذلك هذا الكلام باتهام السعودية أمر خطير كأنكم تساعدون الحزب الإيراني في ضرب علاقات لبنان بالمملكة العربية السعودية، وهذا الأمر يسيء إلى الرئيس الحريري، وأنا كنت أتوقع أن تكون ردة الفعل أكبر، فماذا لو كان خالد ضاهر تكلم هذا الكلام؟ كانت ستأتيه الردود من كل اتجاه، لكن أن يكون ردا خجولا هذا أمر غير مقبول. ولا يجوز التوجه إلى المملكة العربية السعودية بهذا الإسلوب الإتهامي، وهذا إسلوب غير صحيح، وبصراحة هذا إسلوب فيه إساءة لنا جميعا في لبنان، والسعودية على الدوام هذه سياستها المعتدلة والحريصة والتي تحترم لبنان. وقد سبق لي أن قلت ان هناك مطبخا سعوديا في السياسة، ومطبخ سوري وإيراني يطبخ في دمشق وفي طهران، واليوم يطبخ في حارة حريك ويقدم إلى اللبنانيين من فريق 8 آذار، ويلتزمون بالطبخة".
وقال: "أما السياسة السعودية فهي التي تقول للبنانيين اطبخوا رتبوا ونحن نوافق على ما تجمعون عليه، ولم تكن سياسة المملكة العربية السعودية في يوم من الأيام في إجبار اللبنانيين على سياسة معينة، ومن أراد أن يكون رئيس حكومة سيذهب إلى دمشق، ولا تتحمل المملكة العربية السعودية ذلك، ومن اراد أن يكون في حكومة مع حزب الله هذا شأنه، والسعودية لم تجبر أحدا أن يكون في حكومة فيها حزب الله، وكان الأولى بفريقنا ألا يدخل في حكومة مع حزب الله وتغطية جرائمه في لبنان او في سوريا وخصوصا أنه متهم بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والقيادات الأخرى دون أن أسميها الآن بل والجرائم الأخرى في سوريا اليوم، والإرتداد في اليمن وتدريب عصابات يمنية للاعتداء على أمن السعودية".
أضاف: "لذلك نحن يا معالي وزير الداخلية لا تحرجونا، لا تجعلونا في موقع نحسد عليه أمام المملكة العربية السعودية وأمام اشقائنا، خذوا الموقف الصحيح الذي يحمي كرامة أهلكم ويدافع عن مصلحة وطنكم، يحترم الدستور والقانون، ويقيم العدالة ويحافظ على الحقوق في لبنان، لا تساعدوا المشروع الإيراني في لبنان وتسموا ذلك إعتدالا، هذا ليس إعتدالا بل تنازل وإنهزامية، طالبوا بالعدالة والحقوق، ويكفي تنازلات وتحميل الغير مسؤولية الأخطاء، وأنا شخصيا ومنذ أكثر من ست سنوات أرفع الصوت في الكتلة وفي خارجها، لذلك على القيادات اليوم أن تتحمل مسؤوليتها وتعترف بالهزيمة وبالأخطاء، ولا تحمل الغير المسؤولية".
وختم: "نحن اليوم بأمسّ الحاجة من سماحة مفتي الجمهورية لجمع الصف والقيادات لحماية الوطن ولوحدة الصف لأهل السنة والجماعة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك