"الحياة": التيار الوطني يمر في حالة من التأزم السياسي مصدرها تصدي الوزراء إلى قراره للإستئثار بالسلطة
"الحياة": التيار الوطني يمر في حالة من التأزم السياسي مصدرها تصدي الوزراء إلى قراره للإستئثار بالسلطة

رأى عدد من الوزراء في قراءتهم للأسباب الكامنة وراء الخطاب التصعيدي لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون ووزير الطاقة جبران باسيل، وكما نقل عنهم في مجالسهم الخاصة، أن التيار يمر في حالة من التأزم السياسي مصدرها تصدي الوزراء المنتمين إلى الكتلة الوسطية في مجلس الوزراء، إلى قراره الاستئثار بالسلطة بدءاً بوضع يده على التعيينات الإدارية وانتهاءً بالضغط لتمرير مشروعه في الكهرباء من خلال تهديده بحرمان عدد من المدن والبلدات من التغذية بالتيار الكهربائي إذا لم تسلم الحكومة بالخطة التي وضعها للتغلب على أزمة الكهرباء.

وكشف الوزراء لصحيفة "الحياة"، أن جنوح عون للاستئثار بالسلطة ومن خلالها بالتعيينات كان البند الأبرز على جدول أعمال اجتماع بري - باسيل في حضور الخليلين، وأكدوا أن رئيس المجلس النيابي أبدى مجموعة من الملاحظات على أداء "التيار الوطني" متمنياً على باسيل أن يعاد النظر في طريقة تعاطيه في مواضيع الاختلاف بعيداً من توجيه التهم وخصوصاً في قضية انقطاع التيار الكهربائي.

ولفت الوزراء إلى أن بري شخصياَ يأخذ على عاتقه بالتعاون مع "حزب الله" التدخل لإيجاد مخرج لعدم توقيع وزير العمل شربل نحاس على المرسوم الخاص ببدل النقل، لافتين إلى إن رئيس المجلس يقوم بمحاولة أخيرة في هذا الشأن لأن من غير الجائز لأي وزير الامتناع عن تنفيذ قرار صادر عن مجلس الوزراء.

ونقل الوزراء عن بري قوله إن لا شيء يمنع الوزير من التحفظ عن قرار صادر عن مجلس الوزراء ومن حقه أن يسجل تحفظه في محضر الجلسة لكن ليس مقبولاً الامتناع عن التوقيع على مرسوم بدل النقل طالما أنه يحظى بتأييد أكثرية الأعضاء في الحكومة.

وفهم الوزراء من كلام بري أنه يتعاون مع "حزب الله" من أجل توفير المخرج للتوقيع على مرسوم بدل النقل وأن الرئيسين سليمان وميقاتي يدعمان مسعاه في هذا الخصوص وهما ينتظران النتائج وسيكون لهما الموقف الحاسم في الوقت المناسب.

وبكلام آخر، فإن الوزراء يعتقدون بأن صبر سليمان وميقاتي على نحاس لن يطول وإن كانا يمتنعان عن تسليط الأضواء على الموقف الذي سيصدر عنهما ويؤكدان عدم رغبتهما في استباق الأمور وحرق المراحل طالما أن بري يواصل مسعاه انطلاقاً من تفهمه وجهة نظر رئيسي الجمهوري والحكومة.

لذلك، فإن علاقة سليمان وميقاتي مع عون مفتوحة على كل الاحتمالات على قاعدة عدم التساهل في أمرين، يتعلق الأول بتغيير بنية النظام الاقتصادي والاجتماعي، والثاني بموقفهما الرافض لكل أشكال الاستئثار.