استغرب رئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط "أن يصل الخطاب السياسي والاعلامي عند بعض الأطراف الى هذا المستوى المنحدر والى هذا الدرك المنخفض"، سائلا "اذا يجوز أن يؤدي الخلاف في الرأي السياسي للتعرض للشهداء وملاحقتهم الى قبورهم؟"
جنبلاط، وخلال ادلائه بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء"، سأل "هل يجوز التعرض أيضاً للشهداء الأحياء بهذه الطريقة المهينة والسخيفة وهم الذين رأوا الموت وخبروه قبل أن يعودوا للحياة، وذلك فقط لأنهم آمنوا بقضية معينة وناضلوا في سبيلها وتمسكوا بالبقاء في أرضهم رغم المخاطر؟ أليست تلك الدماء هي التي مهدت لعودة البعض من المنفى الفخم في باريس؟".
وأضاف: "هل من الممكن نكران حقائق تاريخية ووقائع ثابتة وصفحات بيضاء من تاريخ لبنان الحديث كما فعل وزير الثقافة برفضه الاعتراف بثورة الأرز أو إدخالها ضمن مناهج كتب التاريخ؟ فهل يلغي الاختلاف في الرأي السياسي الحقائق التاريخية؟"
وتابع: "وهل من الممكن حرمان المواطن اللبناني من الكهرباء بسبب مزاجية غير مبررة لوزير يتهرّب من تسهيلات مالية تقدمها صناديق عربية ومن شأنها أن تساهم في حل هذه المعضلة الكبرى؟".
وتابع جنبلاط متناولا ملف الإتصالات فسأل: "من المعقول التهاون بتسليم "داتا" المعلومات المطلوبة من قبل وزارة الاتصالات في الوقت الذي تطرح علامات إستفهام كبرى على مخططات إغتيال قيادات وشخصيات بهدف ضرب إستقرار لبنان في ظل لحظة إقليميّة شديدة الحساسيّة؟ أليس من الواجب أن تتعاون كل الأجهزة الأمنيّة الرسميّة وربما حتى غير الرسمية لدى تلقفها لأي معلومات تتصل بمخططات أمنيّة مشبوهة لحماية المواطن وأمن المقاومة ومنع العبث بالاستقرار الداخلي؟ وهل يجوز، بسبب الخلافات السياسيّة، كشف لبنان أمنيّاً وتعريضه لمخاطر هو أساساً بغنى عنها بفعل هشاشة الوضع الراهن؟".
وعن الأزمة السورية، أشار جنبلاط الى انه "من الواضح أن البعض في لبنان ينظر إليها على أنها مؤامرة، والبعض الآخر يعتبرها ثورة، فبين هذا وذاك، أليس من الممكن للبنانيين أن يتوافقوا على الحد الأدنى الذي يحمي إستقرارهم وسلمهم الأهلي وعيشهم المشترك؟" مضيفا: "هل يجوز أن نتناسى جميعا الخطر الاسرائيلي الدائم في الجنوب والأهمية التي يشكلها سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان؟".
وختتم مؤكدا أن "المطلوب هو قليل من التواضع من قبل الأطراف السياسية كافة والعودة الى الحوار الوطني الذي يبقى السبيل الوحيد لحماية لبنان في هذه المرحلة الدقيقة".