"صرخة مسيحية" في وجه المؤتمر التأسيسي
10 Sep 201606:57 AM
"صرخة مسيحية" في وجه المؤتمر التأسيسي

في غمرة الكباش السياسي الإيراني ـ السعودي المستمر، والأزمة الحكومية المستفحلة، تفاعل موقف رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان الذي دعا إلى الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي، إذ جاء، في رأي مصادر متابعة، "في توقيت مفاجئ لجهة التشنّج السياسي الحاصل نتيجة تعليق جلسات الحوار والجدل الدائر حول ميثاقية مجلس الوزراء وتخبّط البلد في أزمة سياسية تتطوّر سريعاً نتيجة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية"، وتخوّفت "من أن يكون هذا الموقف مرتبطاً بأجندة "حزب الله" الذي دعا سابقاً إلى مؤتمر تأسيسي قد تكون نتائجه خطرة على المسيحيين بالدرجة الأولى، خصوصاً أنّ أرسلان قال حرفياً: "لقد طالبنا منذ 2009 حتى هذه اللحظة بالمؤتمر التأسيسي والتقَينا مع السيّد حسن نصرالله في هذا الطرح".

هذا الكلام دفع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن يستدرك هذا الموقف ويقرأ خلفياته، وقال لـ"الجمهورية": "سَقط القناع وبانت كلّ خيوط اللعبة، كلّ التعطيل في رئاسة الجمهورية وما تبعَه لم يكن يهدف إلى تعزيز حظوظ العماد ميشال عون في الوصول إلى الرئاسة، إنّما كان يهدف إلى ما وصَلنا إليه الآن".

وأضف: "لم يعُد الأمر مجرّد تحليل وتوقّعات، بل أصبح واقعاً ملموساً وبانت الحقيقة، خصوصاً بعدما صرّح به النائب طلال أرسلان حول المؤتمر التأسيسي. بالنسبة إلينا هذا الأمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، لأنّ أيّ مسّ بالدستور الحالي هو قفزةٌ في المجهول، وهذا ما نرفضه تماماً وبشكل قاطع".

من جهتها، أكّدت مصادر كنسية لـ"الجمهورية" أنّ "البطريركية المارونية والبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرفضان أيّ مؤتمر تأسيسي جملةً وتفصيلاً، خصوصاً أنّنا لم نُطبّق اتّفاق الطائف حتى الساعة"، وسألت: "عن أيّ مؤتمر تأسيسي يتحدّثون، فالإصلاحات ضرورية، لكن قلب النظام وتقليص الحضور المسيحي مرفوض، لأنّه يشكّل ضرباً للميثاق وللصيغة ولنضالات الموارنة والمسيحيين عبر العصور بغية الوصول إلى لبنان الكبير، بلداً للجميع".

ورفضَت المصادر "زجَّ البطريرك الماروني في هذه القضية، لأنّه كان أوّلَ من تصدّى لمحاولات تسويق المؤتمر التأسيسي، وقد حذّرَ في موقف واضح منذ أكثر من سنة مِن دار الفتوى مِن مؤتمرات كهذه، لأنّه يؤمِن بالشراكة الحقيقية ويَرفض محاولة أيّ طائفة أو حزب السيطرةَ على البلد".