أعربت مصادر "التيار الوطني الحر" عن تفاؤلها بالأجواء الجديدة التي نجمت عن لقاء زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري بالعماد ميشال عون ليل أول من أمس، مؤكدة لـ "الحياة" أن هناك "معطيات جديدة إيجابية يمكن البناء عليها"، لمصلحة دعم خيار عون للرئاسة، فيما قالت مصادر حزب "القوات اللبنانية" الذي يدعم عون للرئاسة، لـ "الحياة" عن لقاء الحريري مع رئيس الحزب سمير جعجع مساء أول من أمس أيضاً، أن زعيم "المستقبل" قام "بخطوة إلى الأمام ووصل إلى منتصف الطريق بين ترشيحي "الجنرال" وزعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية".
وأوضحت مصادر الحزبين المسيحيين أن "ليس هناك حرق للمراحل وما زالت هناك اتصالات سيجريها الحريري لاستكمال الصورة، فيما قالت مصادر "المستقبل" لـ "الحياة" أن الحديث عن التفاؤل "يعني أن الحريري حسم خياره، فيما هو ما زال يقوم بجولته على القيادات ويطرح السؤال عما يجب أن نقوم به من أجل الخروج من الحالة البائسة التي يقع فيها البلد جراء امتداد الشغور الرئاسي سنتين وأكثر من 4 أشهر".
وأعلن المكتب الإعلامي للحريري أنه "سيقوم الثلثاء المقبل بزيارة سريعة لموسكو يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف". وهو كان التقى في إطار مشاوراته مع القادة والأقطاب رئيس الحكومة تمام سلام ظهر أمس.
وأوضحت مصادر الحريري رداً على سؤال لـ "الحياة" حول تصدر خيار عون المشاورات التي يجريها، أن "هذا الانطباع ظهر في الإعلام لأن حزب الله لم يتوقف عن التكرار بأنه على الحريري أن ينتخب العماد عون ولا أحد غيره، بينما الحريري يسأل في جولاته كيف نخرج من الركود والوضع المزري في البلاد نتيجة الشغور الرئاسي وهو لن يعطي الجواب إلا بانتهاء جولته وقد يكون خيار العماد عون واحداً من الأجوبة وربما يكون شيئاً آخر".
إلا أن مصادر "التيار الحر" أكدت أن اجتماع الحريري مع عون تناول كيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي وآلية التعاطي معه وتوقيت تظهير المواقف، خصوصاً أن التيار لا ينتظر جلسة 31 الشهر الجاري للبرلمان والتي دعا إليها رئيسه نبيه بري لانتخاب الرئيس، بل إن التاريخ المهم بالنسبة إليه هو التحرك الشعبي الذي سيقوم به في 16 تشرين الأول (أكتوبر). وقالت المصادر أن هناك تفاهماً مع الحريري على «حكم الأقوياء وعلى أن يكون عون في القصر الرئاسي وهو في السرايا والرئيس بري في الرئاسة الثانية، لكننا نتمهل سوياً حتى لا نحرق المراحل وهناك بضعة أيام للاتصالات، التي يفترض بالرئيس الحريري أن يجريها لاعتبارات تتعلق به، مع الرئيس بري وغيره لتحصين نفسه، فيما العماد عون سيجري اتصالات من جهته ونتعاون سوياً في معالجة بعض المواقف». وذكرت المصادر أن "التيار الحر" لا ينتظر أجوبة من الحريري واللقاء "حمل شيئاً جديداً إيجابياً لم نعهده في اللقاءات السابقة بينه وبين العماد عون سواء حين التقيا في روما وباريس عام 2014 أو في بيروت السنة الماضية".
وعما نقله الحريري إلى عون من تحفظات على خياره من بعض القيادات التي سبق أن اجتمع بها ومنها الرئيس بري قالت المصادر: "نقل إلينا أجواء كنا مطلعين عليها وفي النهاية الرئيس بري لن يعطي موافقته على العماد عون للحريري والأرجح أنها تحتاج إلى أن نتواصل نحن وإياه".
وأبدت مصادر "التيار" ارتياحها إلى مناخ وسائل الإعلام التابعة لـ "المستقبل"، وإلى خفوت صوت المعترضين فيه، معتبرة أن "حزب الله" متحمس للاتصالات الجارية.
أما مصادر "القوات" فقالت أنه بعد موقف الحريري باتت "الطابة في ملعب حزب الله والرئيس بري لنعرف إذا كانا جديين". وذكرت أن الحريري أطلع جعجع على "موقف بري المعترض على خيار عون، لكن زعيم المستقبل أكد حرصه على علاقته المتينة والشخصية مع رئيس البرلمان".
وكان جعجع شكك بعد لقائه الحريري بنية حزب الله تسهيل انتخاب عون. كما شددت المصادر على أن العلاقة ممتازة مع "المستقبل"، وأن البحث تناول كل الاحتمالات والخطط المستقبلية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك