اختتم رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، جولته اليوم، باستكمال زياراته لعدد من قرى جرد عاليه، ثم نبع الصفا وصولا إلى المريجات مساء.
ففي جرد عاليه انتقل باسيل من بلدة شارون إلى بلدة أغميد، حيث استقبله مناصرو التيار بذبح الخراف، قبل ان يصافح مستقبليه من ابناء البلدة، الذين تقدمهم رئيس البلدية الشيخ مهنا الصيفي، عدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، كاهن رعية مار الياس في عين دارة واغميد للروم الارثوذكس الاب غسان حداد، مدير ثانوية عين دارة سمير نجم، معتمد الحزب "التقدمي الاشتراكي" في المنطقة الثالثة فادي ابو غادر والمختاران شبلي الصيفي ويحيى ابو غادر.
ورحب خالد نجم بباسيل والحضور في دار رعية مار الياس، متمنيا ان "يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ويقر قانون عادل للانتخابات يضمن حقوق جميع المواطنين، وتبقى الوحدة الوطنية وتكرس، ويعزز الجيش والقوى الامنية باعتبارهما الجهات الوحيدة، التي تدافع عن الحدود وتضمن الامن والسلم في الداخل".
وطالب بـ"حل ازمة النازحين، والا يبقى نازحون قدماء وهم شبه متوطنين"، املا "الا ينتهي موضوع اقامة سد في المنطقة"، مطالبا ب"نقل ملفه من وزارة الطاقة الى مجلس الانماء والاعمار عل امره يتسهل".
بعد ذلك القى كل من رئيس البلدية الشيخ مهنا ومنسق التيار "الوطني الحر" في اغميد الياس زيادة كلمتين ترحيبيتين، ثم تحدث باسيل شاكرا "المحبة التي تجلت في الاستقبال"، فقال: "عندما ادخل الى قرية كهذه القرية، ارى ان لبنان ما زال بخير ، واينما ذهبنا نأخذ معنا لبنانيتنا، حيث نرى اللبنانيين المغتربين ما زالوا على عاداتهم ولبنانيتهم، من اجل هذا نعمل على استردادهم ونعيد لهم جنسيتهم، وهذا يعطينا القوة والامل الكبير، وطالما هناك لبنانيون احرارا ومتمسكون بلبنانيتهم يبقى الوطن".
وتحدث باسيل عن سد جنة، مستغربا "فكرة نقل ملفه من وزارة الطاقة"، وعقب: "ركبوا في عقلنا انه في كل الوزارات، لا يمشي شيء الا في جهة معينة في الدولة"، مضيفا ان "ملف السد مكانه وزارة الطاقة، ومنطق "المهم يمشي" ينسحب على الرئيس، فيقال: المهم ان يأتي رئيس كائنا من يكون، والسد راح من يدكم، لأنكم لم تستفيدوا من اللحظة ولا تريدون سدا".
أضاف: "نحن لسنا شعبا من شعوب العالم الثالث، نحن شعب من اكثر الشعوب تقدما، لكن ما يرجعنا الى الوراء هو هذا النظام الذي نعيش فيه، عندنا دستور تعالوا نطبقه كاملا، عندنا قانون تعالوا نطبقه بالكامل، عندنا حياة مشتركة تعالوا نعيشها كاملة، فلا نستطيع الانتقاء من هنا وهناك".
وتابع: "لأننا نريد التحسين نعاقب. لا يعيش الناس بسلام الا اذا شعروا بالمساواة وبوحدة المعايير، وعندما لا نرى ذلك تكون الهجرة، فالهجرة تكون في البداية نفسية، نحن مصرون على ان نعيش مع بعضنا بسلام، ولكن الاهم اصرارنا على ان نعيش احرارا، اننا الآن نعيش في سجن كبير في لبنان. جئنا لنقول علينا ان نتغلب على خلافاتنا ونمد أيدينا لبعضنا بعضا، فما نطالب به هو الحق، ولا نعتدي على احد في مطالبنا، فمحاربة الفساد حق، والمطالبة بالكهرباء والمياه والنفط والسد حق، والمطالبة بمواقعنا في الدولة حق، وعندما نأخذ حقنا كل الناس تأخذ الحق معنا. فمطالبنا ليست فئوية وليست طائفية ولا حزبية، صحيح اننا نتكلم باسم التيار الوطني الحر، لكننا نتكلم باسم كل لبناني. فنحن لا نقول اننا نريد اعطاء المسيحيين على حساب احد، لكن نقول اننا نريد اعطاء المسيحيين حصتهم بالدولة في هذا النظام، ولا نقول اننا سنأخذ من المسلمين على حساب احد ولا نقبل، ونحن تصدينا للمسيحي عندما حاول ان يمد يده على حصة شريكه، ونحن اليوم سنتصدى لمن يمد يده على حصة المسيحي".
وختم: "علينا ان نقف جميعا مع الحق والعدالة، فهذا هو الميثاق الوطني، ميثاقيتنا هي تفانينا بلبنانيتنا، فتعالوا نحافظ على لبنانيتنا ووفاقنا".
ومن اغميد انتقل باسيل الى بلدة بمهرية، حيث استقبل في كنيسة مار جرجس للموارنة، وكان في طليعة المستقبلين رئيس البلدية جوزيف ملكون، نائب الرئيس حسين بو غانم، المختار سليمان بو ملهب، الاب ايلي كيوان، العميد المتقاعد نبيل بو ملهم، المحامي يوسف المقامر، مسؤول حزب "القوات اللبنانية" في البلدة ايلي بو شاهين، منسقة التيار "الوطني الحر" ماري بو ملهم.
ثم انتقل الجميع الى القاعة العامة في البلدة، حيث القيت كلمات مرحبة، فتحدث رئيس البلدية جوزيف ملكون، لافتا الى ان "بمهريه بحاجة الى الكثير لتصبح على مستوى القرى النموذجية، خاصة لكونها احدى قرى محمية ارز الشوف الطبيعية"، مؤكدا "دعم بمهريه لجارتها عين دارة في حربها ضد كل مسببات التلوث"، لافتا إلى أنه "لم يبق لنا في هذا الجبل الاشم الا هذه البيئة النظيفة، رغم محاولات بعض المسؤولين تحويل المشاعات الكبيرة، التي هي ملك البلديات الى الدولة، وهذا هم كبير لدى الاهالي وانتقاص من مقدرات البلديات".
ثم القى الدكتور جرجس بو ملهب كلمة مقتضبة، ليترك الكلام بعدها، لباسيل الذي استهل كلمته بالتنويه بـ"التعايش بين ابناء البلدة"، آسفا "لاننا في لبنان ننتظر ما يحدث في الخارج لنقرر ما سنفعله في الداخل".
وقال: "هناك شيء نحن مسؤولون عنه، فالحق يكون علينا مسلمين ومسيحيين، اذا كنا سننتظر الخارج ليقرر عنا"، مؤكدا "اهمية اقرار قانون انتخاب يتمثل فيه الجميع بشكل لازم، والنسبية ليكون صوت كل انسان له قيمة".
اضاف: "المسيحيون اليوم مظلمون، فليس مقبولا بعد ان ظلموا خمس عشرة سنة من الوصاية الخارجية ليعودوا ويظلموا"، سائلا "هل العيش الواحد شعر؟ هل نعيش مع بعضنا فقط ببيع الكلام؟ او نترجمه باتفاق سياسي يكرس هذه القناعة بالعيش مع بعضنا؟ العيش مع بعضنا يكون بالمشاركة الحقيقية".
ومن بمهريه توجه باسيل والوفد المرافق الى بلدة نبع الصفا، حيث أقيم غداء على شرفه حضره ممثل الحزب "التقدمي الاشتراكي" جنبلاط غريزي، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى - بحمدون نقولا الهبر، رئيس بلدية عين دارة العميد فؤاد هيدموس، رئيس بلدية بمهريه جوزيف ملكون، مخاتير، الاب غسان حداد وفاعليات من المنطقة.
ومن نبع الصفا انتقل باسيل الى بلدة المريجات، حيث استقبل في كنيسة السيدة للموارنة، وبعد كلمة للاب شكر الله شهوان وصلاة قصيرة انتقل الى صالون الكنيسة، حيث كانت كلمة ترحيب من المختار مرعي مرعي.
والقى باسيل كلمة قال فيها: "الرسالة التي تجمعنا اكبر من عائلاتنا واحزابنا وقرانا. نحن عندنا الكثير من القيم التي تجمعنا، مهما فكرنا ان بلدنا ودولتنا فاشلين على قدر ما يعوض علينا هذا الشيء ان نفكر بنجاحنا كشعب، ولو لم نكن شعبا مميزا لما بقينا، فمن هو الذي حافظ بلده في الشرق والغرب مثلنا؟ ففي الشرق هاجروا وفي الغرب تركوا ايمانهم، فنحن نعرف اهمية البقاء في الارض"، خاتما "ولا مشكلة في الخلاف السياسي، فالاساس هو القضية الكبيرة، التي لا نختلف عليها، فجميعنا لدينا خيار واحد هو المحافظة على هذا الوطن".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك