نسيان المواعيد والوعود الصغيرة وشراء بعض الأشياء أمر شائع لدى البعض، حيث تهاجمنا هفوات الذاكرة من وقت لآخر. لماذا يحدث ذلك بشكل متزايد لأشخاص لم يطرقوا بعد أبواب الشيخوخة؟ لماذا نجد صعوبة في حفظ بعض المعلومات الجديدة؟ هل هو التوتر والإجهاد؟
أول الأسباب التي يُشار إليها بخصوص مشكلة هفوات الذاكرة هو: قلة النوم، يليه الإجهاد المزمن. كلاهما من أهم سمات الحياة الحديثة الحافلة بالأضواء حتى منتصف الليل.
لكن هناك أدلة علمية متزايدة على أن الإجهاد المزمن هو الفاعل الرئيس وراء مشكلة هفوات الذاكرة، وفق ما يرى البروفيسور جايسون رادلي من جامعة أيوا. وتبين الأبحاث التي أجراها رادلي أن هرمون "الكورتيزول" الذي يُعرف باسم هرمون الإجهاد يؤثر سلباً على الذاكرة، ويتلاعب بها.
من ناحية أخرى، تلفت أبحاث برادلي الانتباه إلى أن الإجهاد والتوتر يتزايد مع التقدم في العُمر، وأن الذين يعانون من الإجهاد المزمن يعانون أيضاً من ضعف الذاكرة وتراجع القدرات المعرفية المسؤولة عن تحثيل وتخزين المعلومات.
حتى الآن ليس من المعروف علمياً ما إذا كان هناك تأثير على أنشطة الذاكرة إذا مرّ الإنسان بأسبوع تعرّض فيه لإجهاد شديد. ما يقترحه البروفيسور برادلي للتأثير الموقت لفترة قصيرة من الإجهاد الحاد هو التأثير على جودة النوم وعدد ساعاته.
في هذه الحالة يؤدي نقص النوم وعدم جودته إلى تعطيل آليات الفرز والتخزين في الذاكرة. فوفق الدراسات الحديثة، يلعب النوم دوراً هاماً إعادة شحن الذاكرة وتقوية ودعم عملية تخزين المعلومات الجديدة، ويتسبب نقص النوم في إضعاف هذا الدور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك