رعى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الخلوة التي عقدتها لجنة الاطباء في التيار في مركز "بترونيات" وشارك فيها منسق الاطباء في التيار الوطني الحر بيار شبيب، مسؤول المهن الحرة داني غفري، في حضور النائبين وليد خوري وناجي غاريوس، النقيب انطوان بستاني، النقيب شرف بو شرف وعدد كبير من الاطباء.
وأعرب باسيل عن سعادته باللقاء الذي أقيم في مقر "بترونيات"، "لأن هذا البيت هو للتيار الوطني الحر ونموذج للعمل المحلي الإنمائي"، مشيرا الى أنّ "لدى بترونيات مستوصفا في بلدة كفرحلدا البترونية، يقدم خدمات طبية عديدة"، متمنيا "أن يكون للتيار مستوصف كبير يقدم كل الخدمات الطبية والمراجعات الصحية والأدوية، الى حد الوصول لإنماء مركز للدراسات والإستشارات الصحية، الذي من خلاله يمكن للحزب أن يخلق سياسة صحية واضحة".
وهنأ باسيل الأطباء بالنجاحات في إنتخابات نقابة الأطباء، شاكرا النقباء "الذين يمثلون التيار الوطني الحر خير تمثيل، حيث قدموا أعمالا مختلفة عن من سبقهم"، مؤكدا أنه "على أهل النقابة واصحاب الخبرة والإختصاص الإستمرار بهذه الأعمال نحو الأفضل"، لافتا الى أنه "يجب استقطاب المزيد من عدد المنتسبين للحزب لتسهيل أي عمل نقابي وانتخابي".
وشدّد باسيل على "أهمية المرحلة الجديدة المقبلة من العمل الداخلي التنظيمي ومن المسؤوليات الوطنية التي سيكون التيار خلالها معالجا للخلل الصحي الكبير الحاصل في البلد، وقد أعطى مثالا حيا على ذلك، إذ قارن بين مريضين إثنين يعاملان بحسب انتمائهما المناطقي، الأول لديه تغطية صحية من الدولة بأرقام أضعاف أضعاف من المريض الثاني المتواجد في منطقة أخرى"، مؤكدا "أن لدى بعض المستشفيات، التي تملك 30 سريرا، سقفا ماليا يتخطى 10 مرات مستشفى مالكة ل 150 سريرا، وذلك فقط لأن الأولى تملك دعما سياسيا، والدعم المالي الذي تحصل عليه واضح من خلال الأرقام الموجودة بين أيدينا"، مؤكدا أن "هذا الأمر لا يجوز السكوت عنه"، مسلما الموضوع للأطباء والنقابة لإظهاره أكثر ولمنع استمرار الإجحاف الصحي الحاصل.
وكشف أنه "لا يجوز الخضوع للسياسات الصحية التي بدورها تخضع لسلطة الوزير في وزارته، كل وزير يقدم الدعم للمستشفيات التابعة لطائفته ولمنطقته"، لافتا الى أنه "لا يمكن تصحيح اي خلل حاصل في مناطق معينة قبل أن نعود للوزير الذي ينتمي الى طائفة المنطقة المعينة"، متسائلا عما "إذا كنا سنبقى على هذه الحال، نبني الوطن بالتداول بين الوزارة والوزير الذي يحظى أكثر من غيره".
وأضاف باسيل "بالرغم من المطالبة والوعود بالحصول على جدول توزيع نفقات الوزارات التي تقرها الحكومة تبعا لسياستها الصحية المالية، فاننا لم نحصل عليه ولو حتى لمرة واحدة، فهذا الجدول يوضح عدد الأسرة الموجودة في مستشفى معين وعدد الأسرة الشاغرة فيها، وفي المقابل كمية التغطية المالية، بالتالي وضع حد هامش واحد من الكلفة المالية لكل سرير في كل المناطق اللبنانية"، مشيرا الى ان مثل هذا الخلل يحاول تفهمه الى حد ما في موضوع الطرقات والزفت والانماء ولكن في موضوع الصحة؟."
ولفت الى انه "استلم وزارة رأى فيها اختلاف جباية الكهرباء والمال ولكن نلعب بصحة الإنسان هكذا وبهذا الشكل الفاضح وتكون هذه الفروقات بالتغطية الصحية؟"، محملا مسؤولية تصحيح الخلل الى "الأطباء بوضع القواعد والمعايير، التي على أساسها، نستطيع صياغة سياسة صحية إذا قدر لنا ذلك".
وطلب من الجميع "البدء بالتحضير وتزويدنا به، لانه لا يجوز ولن نقبل باستمرار العمل السائد في السياسة الصحية الظالمة وهذا الأمر يجب ان يتبع من اجل العدالة بين المواطنين. فمن المحتمل أن نفهم ان هناك فرقا بين منطقة واخرى على المستوى المعيشي، هوامش بفوارق معينة لها تبريراتها المناطقية، المعيشية، المادية، الإقتصادية. لكن الخلل الكبير على المستوى الصحي، لا يجوز أن يستمر"، معولا على "لجنة الأطباء للقيام بهذا الجهد."
وأعلن عن "لجنة إستشارية صحية بدأ التيار بتشكيلها، وتتألف من لجنة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والمجموعة الصحية الكبيرة في التيار، والتي ستشكل الجسم الذي سيضع رؤية كاملة لنظرة الحزب لدور الدولة ومساهمتها في المجال الصحي، لأنه مؤمن بدور القطاع الخاص في المجال الصحي وله الدور الكبير والنجاح الكبير في لبنان، وهو ثابت في خارجه ايضا، ويكملان بعضهما البعض".
وقال "بحسب إمكانات البلد المادية وبحسب القطاع الخاص والعام في المجال الصحي، يجب أن يكون لدينا رؤية واضحة مع هوامشها وفوارقها حول كيفية رؤيتنا للسياسة الصحية وكيف يجب أن تكون".
وتابع "يسمع بوجود البطاقة الصحية وسعر الدواء ويسمع بخطة الإصلاح التي يكتشف أن لها مردودا آخر أو أوجها أخرى"، متوجها الى الأطباء بالتأكيد انهم "سيصبحون الجهة التي ستقرر الصح من الخطأ. فالتيار الوطني الحر مع كل إصلاح، ويصفق لكل شخص بقوم بعمل إصلاحي حتى لو لم يتكلل بالنجاح بالكامل وحتى لو لم تكن مسؤوليته، فالنية الأساسية والواضحة والكاملة هي أن نقوم بالإصلاح، كما سبق ورأينا بعدة حملات في هذا المجال حيث كانت جيدة جدا. حملات كانت مبنية على قواعد صحيحة، والتي لم تصل حتى النهاية، لكن انطلاقتها وخلفيتها كانتا صحيحتين، وقيمت على اساس النتائج"، محملا من جديد اللجنة مسؤولية التقييم "لأنه لا يجب الإستسهال بالموضوع الصحي، لأننا نتحدث عن صحة إنسان في بلد يستخف كثيرا بصحة الإنسان وعلامات التلوث فيه كثيرة، ليس فقط من الناحية الغذائية بل أيضا بالهواء، بالروائح وصولا الى النفايات نتيجة الإهمال والتقاعس الحكومي، وهذا الأمر مقصود، ولم يأت وليد لحظة معينة، فهو تراكم سنين من منتصف التسعينات حتى اليوم من الفساد المقصود والممول، لإسكات طبقة سياسية عن عملية معالجة النفايات الصلبة في لبنان التي كلفت الدولة ملايين ومئات الملايين ومليارات الدولارات في شكل فاضح، أوصلنا الى هذه الأزمة".
واعتبر انّ "المواطن مسؤول مثل السياسي، والسياسي المعترض اصبح مثل السياسي المغطى، وأصبحت المسؤولية مشتركة بين عمل أشخاص اعترضوا عليه، وأشخاص غطوه وكسبوا أموالا من جرائه كمجموعات سياسية لا كأفراد، فتمولت أحزاب وحركات لتأمين الإستمرارية. فهذا الموضوع لا يجوز التلاعب فيه لأنه يمس بصحة الوطن ككل"، معتبرا أنّ "اللبناني اليوم في حالة موت سريري حقيقي لا في العناية الفائقة"، لافتا الى أن "كل شيء معطل في البلد، لأن القواعد الأساسية للحكم في لبنان مفقودة. عندما يكون الميثاق له تفسيران، وللمشاركة المتساوية رؤيتين، فكيف لا يكون هناك خلل صحي".
وأكد باسيل اننا "بموقع الطبيب الذي يعالج الخلل الصحي بجسم المريض اي الوطن والدولة، فنحن أمام صدمة كهربائية يمكنها أن توقظ هذا الجسم، فهي تبدأ من الرأس، إذا استيقظ يستيقظ الجسد بأكمله، فهو الذي يعطي الإشارات السليمة ليعمل الجسم بشكل سليم، فنحن أمام هذه الفرصة التي سنتعاطى معها بكل مسؤولية كما الطبيب الذي يحمل حياة المريض بيديه، نحن نشعر ان حياة الوطن بين أيدينا، وعلينا ان نصمد بموقف لن يتزحزح يوما بعد يوم لأنه نحن في السياسة ثابتون فيه وشعبنا ثابت فيه، ومن جهة ثانية العمل بالعقل والقلب، لأن وطننا اليوم مريض"، لافتا الى أن "الأطباء يتمتعون باحترام الناس ومحبتهم حيث المواطن يشعر بعاطفة تجاه النائب الطبيب، واحترام ومحبة تجاه أي طبيب ساعده وخلص حياته، فنجن كتيار وطني حر نشدد على هذه العلاقة الطيبة بيننا والوطن ككل، وعملية الإنقاذ هي جزء من العمل سويا لتنظيم التيار".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك