إعتبر النائب نواف الموسوي أنّ "ما يحصل في سوريا هو عدوان العام 2006 بطريقة أخرى، ولكن المعتدين هم ذاتهم والمتمثلين بالصهيونية الأميركية، والصهيونية الإسرائيلية، والصهيونية العربية، وهذه الصهيونيات تنسق معا من أجل استمرار المعركة في سوريا لاستنزاف المقاومة وإضعافها، وفي المقابل فإن المقاومة تواجه هذا المحور العدواني الصهيوني عبر شتى السبل، وقد نجحت بعد أكثر من 4 سنوات من القتال في أن تلحق بهذا المحور هزائم واضحة وجلية جعلت مشروعه يتقلص، ودفعت بالمعتدين الأصليين إلى التدخل، حيث تدخلت بالأمس الصهيونية الإسرائيلية مباشرة في القتال من خلال الطائرات الحربية والاستطلاعية والقصف المدفعي دعما لما يسمى جبهة النصرة في الجولان، بعدما كانت تقدم الاستشفاء والرعاية والدعم الأمني والمعلوماتي، وفي دير الزور كشف الأميركيون عن وجههم، وتقدموا بطائراتهم ليقصفوا مواقع الجيش السوري، ونسقوا مع مسؤولي داعش الميدانيين كيفية شن الهجوم على مواقع الجيش السوري في جبل الثردة بعد توقف القصف الذي دام لأكثر من خمسين دقيقة، واليوم بعدما هزمت الأدوات التكفيرية للصهيونية في شرقي حلب، كشفت الإدارة الأميركية عن وجهها، وأصبحت تتدخل بشكل مباشر من حيث إطلاق التهديدات الجدية باستهداف الجيش السوري في قواعده ومخازنه وذخائره وتشكيلاته وتجمعاته، ولقد بلغت التهديدات حدها الأقصى وصولا إلى حافة الهاوية، بحيث أنه بات يتداول عالميا أن الضربات يمكن أن تشن".
وقال: "إن هذه التهديدات وإن كانت جدية، فإنها لا تغيب عنا حقيقة أنها كانت جدية وعلى وشك الوقوع في العام 2013، ولكن ما حال دون توجيه الضربات في ذاك العام، كان حماية المصالح الصهيونية والكيان الصهيوني وأمنه، واليوم فإن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في سوريا هو لحماية المصالح الصهيونية، فتفشل الحلول السياسية من أجل أن تبقي هذه المعركة دائرة، لأن الإسرائيليين صرحوا بملء الفم وقالوا، إننا لسنا مستعجلين على القضاء على داعش، ويجب أن لا يقضى على داعش والتكفيريين جميعا، وذلك لأن هذه الأدوات تستخدم إسرائيليا وأميركيا وعربيا من الصهيونية العربية لاستنزاف المقاومة".
واضاف: "إننا ماضون في معركة الدفاع التي نخوضها عن لبنان وسوريا وفلسطين والمسيحيين والمسلمين والتنوع العرقي والحضاري والثقافي في هذه المنطقة، لأنه لولا قتالنا نحن ومن يشبهنا من مقاومات المنطقة، لكانت الرايات التكفيرية تملأ سماء دمشق وبغداد، ولكانت وصلت إلى بيروت وطرابلس، وغيرها من المدن والقرى. إننا اليوم نتحمل مسؤولية الدفاع عن اللبنانيين بأسرهم إلى أي طائفة انتموا، لأننا حرصاء على هذا البلد، وعلى العيش مع أهله بجميع تنوعاتهم، ولذلك كانت دعوتنا على الدوام إلى ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية، ورأينا في الحوار بين جميع المكونات سبيلا إلى تحقيق ذلك، وآمنا بأن من شأنه حين يجري أن يصل إلى تفاهمات، وهذا ما يشجعنا مرة أخرى على الدعوة إلى استكماله ليشمل المكونات جميعا، بحيث نبرم التفاهم السياسي الذي على أساسه يمكن تثبيت الاستقرار الأمني الذي يعيشه لبنان والذي يتعرض لتهديدات، سيما وأن ما تكشفه الأجهزة الأمنية يوميا من تورط لشبكات في لبنان تستهدف القيام بعمليات إرهابية، وبالتالي يجب أن يكون إنذرا لنا جميعا بوجوب السرعة في التوصل إلى التفاهم السياسي المتين الذي يخرجنا من الأزمة الراهنة، ويمكننا معا من مواجهة التهديدات التي يتعرض لها لبنان، سواء أكان التهديد الصهيوني الذي ما زال قائما، أو التهديد التكفيري الذي نراه يذر بقرنه في كل مكان، ونحن إذ نوهنا بدور الأجهزة الأمنية وجهدها في كشف الشبكات الإرهابية، فإننا نشير إلى أن التهديد ما زال مستمرا، وعلى الأجهزة أن تبقى على استعدادها، وعلى اللبنانيين أيضا أن يضيقوا فجوات الخلاف بينهم، حتى لا ينفذ منها الإرهابيون إلى تحقيق مبتغاهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك