"فيك تكون كاتب مسرحية من 30 سنة كأنك كاتبها هلء مش لأنو أنت بتشوف لقدام لأنو نحنا مش عم نمشي" صدق زياد الرحباني في هذه المقولة المنسوبة إليه.
ففي العام 1980 جسد الرحباني هيستيريا الحرب اللبنانية عبر تسع شخصيات تعيش في مستشفى الأمراض العصبية في الضاحية الجنوبية لبيروت... زياد أو رشيد الذي دخل الى المستشفى بعدما "سكر شارع الحمرا ببيروت" إستطاع أن يلامس واقع الشعب اللبناني بتركيبته السياسية والطائفية بحنكة لا تزال سارية المفعول حتى عامنا هذا.
تجري أحداث هذه المسرحية في شهر تشرين أول 1980، أو تشرين أول 1979، أو تشرين أول 1978، حيث لم يتغيّر إجمالاً الوضع السياسي النفسي العام.
زياد الرحباني في عيون متابعي مسيرته ليس فنانا فقط بل هو قارئ سياسي وإجتماعي جيد للظروف التي أحاطت باللبنانيين في تلك الحقبة... أما تسمية المسرحية بفيلم أميركي طويل فلها آبعادها ورسائلها.
ليست مصادفة أن يكون رشيد في مسرحية فيلم أميركي طويل هو الشخص الوحيد الذي لا يمكن تحديد طائفته بين الشخصيات الأخرى... وليست مصادفة أن تبقى الأحداث المسرودة هي نفسها على خشبة المسرح وخارجها... وليست مصادفة أيضا أنه وبعد ستة وثلاثين عام البلد لا يزال حلما.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك