يركضون وراءك في الشارع، أو يرمون بأنفسهم على سيارتك ... قد يحطمون زجاجها برأسهم او بأي آلة توفّرت بالقرب من مكان ركنها... تعابير وجوههم غريبة، وتصرفاتهم أغرب، عدوانيتهم تشكل رعبا متنقلا، وكلّ من يظهر أمامهم يصبح ضحيتهم. ما تقدّم ليس فيلما سينمائيا مرعبا... إنما هو فيلم واقعي مرعب، يجتاح بعض الولايات الأميركية وفي مقدّمها فلوريدا... بسبب Flakka.
من يستعين بمحرّك غوغل، ليبحث عن Flakka، سيتسمّر لساعات امام الفيديوهات التي تنقل القليل مما يحصل في الشوارع الاميركية بسبب هذا المخدّر الذي يمكن اخذه عن طريق الشم والتدخين والحقن. هو بتركيبته مكوّن خصوصا من alpha PVP الذي يمنح المتعاطي في الساعات الاولى شعورا عارما بالفرح والنشاط، بحيث يبقيه مستيقظا لساعات مع حركة كثيفة، لا بل مبالغ بها، وهي بمفعولها تشبه الكوكايين قليلا.
غير أن كلّ ما تقدّم يختفي لاحقا، ويصبح المفعول معاكسا، أي ان الفرح يتحوّل إلى يأس، والنشاط يصبح تعبا، وترتفع حرارة الجسم بشكل كبير فتتخطى الـ41 درجة، ويتحوّل الشخص المتعاطي إلى عدواني، وهو لا يؤذي نفسه وحسب إنما كلّ من يصادفه.
حالات كثيرة تمّ توثيقها في الولايات المتحدة تظهر التصرفات الغريبة للمتعاطين الذين يبدون كالمجانين، تعابير وجوههم مرعبة، وافعالهم اقل ما يقال عنها إنها تشكل فيلم رعب متنقل. فيعمد هؤلاء إلى تحطيم السيارات بآلات حادة أو بوجوههم، او يرمون بانفسهم على الطريق السريع ليلا، او حتى يؤذون أنفسهم بما تيسّر.
هم دائما يظنون ان هناك من يلاحقهم، تراهم يركضون في الشوارع، في معظم الأحيان يكونون عراة، يحاولون الاختباء ممن يتخيّلون أنهم يتبعونهم، يعتدون على المارة. وفي واحدة من اغرب الحالات، قام أحد متعاطي Flakka بالاعتداء على شخص ليلا، وأكل وجهه بالكامل، بحيث تعذر التعرف على الضحية من دون فحص الحمض النووي.
ليس غريبا ان يُسمى هذا المخدر بالـzombie drug نظرا لما يفعله متعاطوه، وهو آخذ بالانتشار اكثر واكثر، فهو يجذب خصوصا كلّ من هو بحاجة إلى ان يشعر بالسعادة أو النشاط ولو لوقت قصير، من دون الاكتراث لآثاره المدمّرة عليه وعلى الآخرين.
ومن هذا المنطلق، وجب التحذير، بما اننا نستورد من الخارج كلّ صالح وطالح... إذ ان آخر ما ينقصنا هو مجانين تركض على الطرقات، تكسّر وتعتدي، وتلتهم الوجوه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك