جرت العادة، خصوصاً في فترة الشغور الرئاسي، أن تنطلق التحليلات لكلام أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله فور انتهائه من إلقاء خطبه.
ويشير الدكتور توفيق هندي، في قراءة للكلمة التي ألقاها السيّد نصرالله عشيّة ذكرى العاشر من محرم، بأنّ الأخير ليس جادّاً في انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، وتوقّف هندي عند ورود براهين على ذلك في خطاب نصرالله، وهي:
1) نعته السعودية بالمصدر الرئيس لما يسمّيه بالإرهاب التكفيري في العالم ويتوقع حتمية سقوط النظام السعودي نتيجة حرب اليمن، ما يخرّب على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إمكانية إستحصاله على ضوء أخضر سعودي لإنتخاب عون مرشح حزب الله (وبالتالي إيران) الأول والأخير، ولو شكلاً.
2) عند الحديث عن الموضوع اللبناني، بدأ السيّد نصرالله بالتحدث عن ضرورة عدم تعطيل الحكومة والمجلس النيابي، ممّا يوحي بأن الرئاسة ليست لها أولوية بالنسبة إليه.
3) التأكيد على جدية وحصرية دعمه لترشيح عون من خلال الإعلان عن هذا الدعم، علماً أن المسافة بعيدة بين الإعلان عن دعم ترشيح عون وإتخاذ الخطوات العملية لإنتخابه. فلا أحد يمكنه تصديق "عدم مونة" حزب الله على حلفائه لكي يقترعوا لعون!
4) وبدل أن "يمون" على حلفائه، نرى السيّد نصرالله يطالبهم بعقد "تفاهمات" (أي صفقات تحاصصية) فيما بينهم، ضارباً بعرض الحائط موقف بكركي وواضعاً عون في موقف حرج.
5) يرى السيّد نصر الله أنّ الوضع الإقليمي ذاهب إلى تصعيد وقراءته هذه للواقع صحيحة، وبالأخص أن لا حلول في الأفق في سوريا. لذا، في مثل هذه الأوضاع، يخشى حزب الله أن يخسر عون حليفاً مميزاً وثميناً، وفق تعبير الهندي، إذا أصبح رئيساً. وهو لن يدعمه فعليّاً للوصول إلى سدة الرئاسة إلا في حال حسم الوضع في سوريا لصالح "جبهة الممانعة" (غير أنّ حرب سوريا طويلة جدّاً)، حيث عندئذٍ لن يخسره كحليف إذا أصبح رئيساً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك