رأى المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في بيان أن "ذكرى 13 تشرين الاول 1990 التي تصادف اليوم، لا يجب النظر إليها فقط من زاوية أنها تاريخ القرار السوري بالدخول الى قصر بعبدا ومناطق نفوذ العماد ميشال عون، بل أن الوقائع التاريخية الموثقة تؤكد بأن ذلك القرار كان قرارا سوريا - لبنانيا مشتركا في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، بحيث جرى تكليف الجيش اللبناني رسميا حينذاك، الذي كان قسم منه بقيادة العماد اميل لحود، بالمشاركة في تلك العملية العسكرية لتثبيت الشرعية المنتخبة، وحيث شاركت بعض ألويته مع الجيش السوري في الدخول الى قصر بعبدا ومحيطه وصولا الى المتن الشمالي، ومنها فوج التدخل الأول بقيادة المقدم الجمل واللواء السادس بقيادة العميد عطوي عبر محور بيروت ومنطقة الحدث - بعبدا، واللواء الأول بقيادة العميد سليمان عبر محور حمانا - رأس المتن - برمانا".
وأوضح السيد، أنه "بحكم توليه أمن الرئيس الهراوي في الأشهر الستة الأولى بعد انتخابه، فقد تسنى له الإطلاع بصورة كافية على اللقاءات اللبنانية السورية في تلك الفترة، ولا سيما اللقاءات التي كان يعقدها الرئيس الهراوي في دمشق وشتورة على مدى الأشهر الأولى من العام 1990، والتي كانت كلها تتمحور حول إلحاح الرئيس الهراوي على السوريين لتسريع دخولهم الى قصر بعبدا وتنحية العماد عون بهدف تثبيت سلطته الشرعية، إلا أن القيادة السورية لم تكن تتجاوب مع طلبات الهراوي المتكررة منذ مطلع العام 1990 حتى تاريخ 13 تشرين الأول، وهو التاريخ الذي ارتأت فيه التجاوب معه بناء لتوفر معطيات خارجية وداخلية ملائمة للعملية العسكرية".
وختم: "إن تاريخ 13 تشرين الأول كان بالتالي قرارا لبناني الإلحاح سوري التوقيت، لدرجة أن التريث السوري في تلبية طلبات الرئيس الهراوي المتكررة بالدخول المبكر الى قصر بعبدا ومحيطه، قد سبب في حينه شكوكا ومعاتبات وإتهامات عديدة من الرئيس الهراوي للسوريين، من أنهم لا يرغبون فعلا الإطاحة بالعماد عون ويؤخرون تنفيذ اتفاق الطائف، وأنهم كانوا على عكس ذلك يمونوه بالذخائر والوقود في حربه ضد جعجع، الذي كان بدوره يعزز شكوك الرئيس الهراوي تلك، من خلال الرسائل والمعلومات شبه اليومية التي كان يرسلها جعجع إلى الهراوي بواسطة مندوبه في الكرنتينا جوزف الجبيلي عبر مستشارة الرئيس الاعلامية مي كحالة حينذاك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك