أحصت هيئة التدقيق المالي الأوروبية نحو 5،5 مليار دولار من النفقات غير المبررة في الاتحاد الأوروبي عام 2015، في تقريرها السنوي الصادر الخميس، داعية أوروبا التي تشهد أزمات متتالية، إلى ضبط حساباتها بشكل أفضل إن أرادت استعادة ثقة مواطنيها.
ومن الأمثلة على النفقات التي لم يكن يجدر تخصيصها، ذكرت هيئة التدقيق المالي النفقات المبالغ بها التي تم رصدها لتطوير الحوسبة السحابية، والمساعدات المخصصة للشركات المتوسطة والصغرى في دول مثل الجمهورية التشيكية وإيطاليا وبولندا، والتي قدمت إلى شركات لا تستوفي الشروط للحصول عليها.
وأوضحت هذه الهيئة المستقلة لمراجعة الحسابات في تقريرها أن "مستوى الخطأ" في ميزانية الاتحاد الأوروبي لا تشكل مؤشر "تلاعب بالحسابات، أو عدم كفاءة أو هدر أموال" بل "تقييم للمدفوعات التي لم يكن يجدر القيام بها لأن المبالغ المدفوعة لم تستخدم طبقا للقواعد والتنظيمات السارية".
وبلغ مستوى "التجاوزات" في المدفوعات من اصل نفقات بمستوى 145،2 مليار يورو (اي 285 يورو للفرد) 3،8% من المبلغ الإجمالي، أي 5،5 مليار يورو، وهو رقم "كبير" بحسب تقرير هيئة التدقيق المالي، بالرغم من تسجيل "تقدم بالنسبة للسنوات المالية الأخيرة".
وبلغ مستوى هذا النوع من التجاوزات العام الماضي 6،3 مليار يورو.
وأقر الرئيس الجديد للهيئة كلاوس هاينر ليني بحسب ما جاء في البيان بأنه "لا يمكن للناس أن يكتسبوا ولو بداية ثقة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي إن لم يعتبروا أننا ندير أموالهم بطريقة صحيحة ونحتفظ بإثبات على كيفية إدارتنا لها".
واشارت الهيئة بصورة خاصة إلى أن هامش الخطأ أكبر حين يسدد الاتحاد الأوروبي نفقات عن أنشطة تحظى بالدعم، لقاء تقديم تصاريح بها، خلافا عما يكون عليه الوضع حين يتم تسديد النفقات وفق نظام قانوني يفرض توافر بعض الشروط.
وعكس التقرير مستوى الخطأ نفسه في النفقات التي تشرف عليها بروكسل والدول الأعضاء بصورة مشتركة، وتلك التي تشرف عليها مباشرة المفوضية الاوروبية.
كما لفتت هيئة التدقيق المالي إلى أن "اللجوء المتزايد إلى أدوات مالية لا تمول مباشرة من ميزانية الاتحاد الأوروبي ولا تخضع لمراقبتنا، يزيد من المخاطر"، في إشارة إلى الصندوق الأوروبي للاستقرار المالي، أو بنك الاستثمار الأوروبي، أو آلية التسوية الموحدة المختصة بعالجة عجز المصارف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك