يستحوذ السباق إلى البيت الابيض على اهتمام الاميركيين والعالم أجمع على حد سواء، كيف لا وما يُطبخ في اروقة واشنطن مُرّا كان طعمه أو لذيذا، يُصدّر الى بقية دول العالم فيتحدد مصير شعوب، لا بل حروب.
ومن هذا المنطلق، يترقب العالم الانتخابات الرئاسية الاميركية، وأي رئيس سيأتي به تشرين الثاني! فتنقسم الآراء بين الديمقراطية هيلاري كلينتون التي، إن ربحت، لن يطرأ اي جديد، مبدئيا على السياسة الاميركية في الشرق الأوسط إذ إن الاخيرة كانت اللاعب الاول فيها خلال السنوات الاخيرة بعدما شغلت منصب وزيرة الخارجية، اما في حال ربح الجمهوري دونالد ترامب فلا شيء يكفل ما ستكون عليه سياسة الاخير، خصوصا أن تصريحاته تتّسم بالعنصرية والتمييز، وبمواقف متطرفة إلى حد ما في قضايا عدة.
وفي هذا الإطار، شكّلت المناظرتان الرئاسيتان بين المرشحين محور اهتمام العالم، إذ حققت اعلى معدلات مشاهدة في تاريخ المناظرات الرئاسية الاميركية حتى اليوم، وقد أشارت الارقام الى تفوّق كلينتون على ترامب بنتيجة استطلاعات الرأي التي اجريت في صفوف الاميركيين.
غير أنه بعيدا مما تلفّظ به المرشحان، ما هي الاشارات التي توخاها الاثنان من الملابس التي ارتدياها في المناظرتين؟ فلطالما لعبت الالوان التي يختارها السياسيون دورا اساسا في توجيه رسائل سياسية او تحسين النظرة اليهم، إذ انها تعكس حالتهم النفسية.
فربطة العنق الزرقاء التي ارتداها الرئيس الاميركي باراك اوباما في زيارته إلى اسرائيل شكلت ملاطفة للدولة المضيفة، بسبب الأزرق الذي يتألف منه علمها، في وقت اعتمد سلفه جورج بوش ربطات زرقاء مرات عدة في محاولة لتأكيد انفتاحه، بشكل يوحي بأنه لجميع الاميركيين، حتى للذين صوّتوا للمرشح الديمقراطي آنذاك جون كيري خصوصا في الشمال الشرقي الليبيرالي، حيث اعتبرت ولايات زرقاء.
في المناظرة الاولى، ارتدى ترامب ربطة عنق زرقاء اما في الثانية فحمراء، فيما اختارت كلينتون طقما أحمر في الأولى، وفي الثانية طقما كحليا وابيض. فماذا تعني هذه الالوان؟
تدلّ ربطة العنق الزرقاء التي اختارها ترامب على التسامح والذكاء والثقة بالنفس، كما انها تشير الى أن الشخص الذي يرتديها انما هو مثقف، ذو خبرة، ويحبّ التقرب من الآخرين.
اما الاحمر فيعكس حبّ التفاصيل في القرارات والحسم في السياسة، إضافة إلى القوة والسطوة، فهو اللون الأقوى في جذب انتباه العين، ومن هنا نجده في الإشارة المرورية وسيارات الاسعاف، وهو اللون المعتمد لتصحيح المسابقات؛ وفي حال ارتدته المرأة، تضاف إليه سمة الحبّ!
وفي قراءة لدلالة الطقم الذي ارتدته كلينتون في المناظرة الثانية، نجد ان اللون الكحلي يرتديه في العادة من يحبون مساعدة الناس، فهم يتمتعون برباطة الجأش والهدوء، وفي العادة يوحون باللطف. اما الأبيض، فدليل على الترف والامانة، ومن يختاره عادة يكون من أصحاب الثقة.
فأيّ ألوان سيختارها المرشحان الرئاسيان في المناظرة الثالثة والاخيرة؟ وهل ستعكس فعلا ما في قلوبهما، وتقول عنهما الكثير، او لربما تقول ما يريدان ان يصلنا عنهما!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك