بينما كان مناصرو "التيار الوطني الحر" ينتظرون إطلالة "فخامة الرئيس" عليهم خلال تظاهرتهم على طريق "بيت الشعب" كما يحلو لهم تسميته، فاجأ رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مناصريه واللبنانيين والإعلاميين أيضاً، بالظهور من خلف شاشة عملاقة وُضعت على طريق بعبدا، مبرراً الأمر بالقول: "تعرفون الأسباب".
عون بدا هادئاً، مؤكداً كلّ المعلومات التي سبقت خطابه والتي جزمت بأنه لن يكون إستفزازياً، حتى كادت الرئاسة تغيب عنه، لولا بعض التلميحات غير المباشرة إليها.
فقد شدّد على أنّ "بناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفياء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد"، مشيراً إلى أنّ "أول خطوة في بناء الوطن هي احترام الدستور والميثاق والقوانين والمشاركة المتوازنة لكل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر".
ورأى أنّ "بناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات واحترام الكفاءات في الإختيار"، مشيراً إلى أن "بناء الوطن يكون بسماع صرخة الناس في همومهم اليومية وبالإستماع لصوت الشباب".
وقال: "نعود بالذاكرة 26 عاماً إلى الوراء، يوم سقط العديد من الشهداء عن أرض أحبوها"، مؤكداً أنّ "دم الشهداء سيبقى منارتنا وسيبقى صوت الضمير الصارخ بداخلنا يطالبنا بإكمال ما بدأوا به".
واعتبر عون أنّ "القضايا الكبرى لا يمكن أن تنتصر وتستمر من دون أن تمر بالصليب فلولا الصليب ما كانت القيامة ولولا الشهادة لم يتحرر أي بلد من الإستعمار".
من جهته، ألقى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل كلمة قال فيها: "13 تشرين أرادوه للبنان نهاية كابوس فكان لنا بداية الحلم بالحرية والسيادة والإستقلال"، مضيفا: "عندما تصبح الكرامة إنسانا يصبح الإنسان بحجم وطن ويصبح الحلم بالكرامة الوطنية هو حلم بالشخص".
وقال: "الوطن إذا استقلّ وأكل الفساد مؤسساته لا يكون وطناً"، مشيرا إلى أن "لبنان من دون ميثاق العيش الواحد المتساوي ليس وطناً".
ولفت إلى أنّ "حلمنا تنظيف الوطن من الفساد والحلم يجب تحقيقه وتحقيقه يتطلب عملاً"، قائلاً: "حلمنا أن يقف ميشال عون على شرفة القصر الجمهوري في بعبدا ويهتف "يا شعب لبنان العظيم" ولكن أن يقف معه يدا بيد كلّ قادة لبنان".
وأضاف: "اذا انتقلنا الى بيت الشعب معكم سنصبح حاكمين وحالمين ولن نقبل ببقاء احد خارج الوطن".
وتوجه باسيل بكلمة إلى عون قائلا: "اذا صعدت الى قصر بعبدا ستصبح أب كل اللبنانيين وترفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وستصبح ضمانة كل اللبنانيين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك