مع ارتفاع نسبة الطّلاق في مختلف المجتمعات وخصوصاً في الشرق ولبنان، باتت فكرة الزّواج "فزّاعة" لمعظم الشّباب والشّابات، يتروّون قبل الاقدام عليه، ويتردّدون كثيراً قبل الجزم بكلمة "نعم" أبديّة... مردّدين مقولة "الزّواج هو مقبرة الحبّ"، ولا نريد لحبّنا ان يتشوّه مع الايّام فيتحوّل الى عبء نعدّ الايام والليالي للتخلّص منه...
للاستفسار عن الموضوع، قام موقع mtv بجولة على رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاماً، وسأل السؤال "التاريخي" الآتي:
هل الزواج يقتل الحب؟ فتراوحت الاجوبة على النحو الآتي:
ريبيكا (35 عاماً): نعم، فالزّواج مؤسسة فاشلة، هو مزيج من الهموم والتنازلات والتضحيات.
ايلينيت (28 عاماً): تزوجت قبل سنتين، ولا زلت أشعر بالحبّ بنفس الطريقة، نبضات قلبي تخفق حين أرى زوجي، وقد أنجبت حديثاً طفلاً يشبهه وهو ثمرة حبّنا.
ميريام (45 عاماً): الزّواج تجربة فاشلة، وأنا شخصياًّ تطلّقت لان الحياة مع زوجي لم تعد تطاق بعد 14 عاماً من الزّواج، وما يجمعنا أولادنا فقط وفي المناسبات ليس إلاّ.
كريم (50 عاماً): لست متزوّجاً ولا يجذبني الموضوع، فأنا أؤمن بالمثل القائل: "ما متت وما شفت مين مات"؟!
راشيل (27 عاماً): تزوجت قبل 3 سنوات، وطالما ان التفاهم موجود والحبّ الحقيقي موجود فلن أشعر بالملل يوماً بل على العكس، فقد باتت علاقتنا مستقرة أكثر ومتينة أكثر.
جوني (32 عاماً): أنا أحضرّ لزفافي، وأرى ان الزواج يعني الاستقرار والحب هو الداعم والسند القوي للزواج فمن دونه لا معنى للحياة وما دام الزواج مبني على أسس سليمة وقوية فالحب سيزداد وسيترسّخ مع الايام وليس العكس.
مارك (44 عاماً): تزوجت قبل 20 عاماً، ولا زلت أحبّ وأحترم زوجتي، لكن الطريقة اختلفت فصعاب ومتطلبات الحياة والاولاد تلهينا عن بعضنا.
فادي (38 عاماً): لولا الرغبة في الإنجاب والاستمرارية وتلبية رغبات الأهل والتخلّص من نظرة المجتمع لما كنت أقدمت على تلك الخطوة.
الرأي العلمي:
ترى المحلّلة النفسية والاستاذة الجامعية ألين الحسيني عسّاف ان "الحبّ يبدأ بالشغف، والشغف كتلة من المشاعر غير المنظّمة والناتجة عن الفوضى والصخب، وبعد فترة 6 أشهر الى سنتين يمكن للشغف أن يتحول الى حبّ ناضج ويمكن لتلك المشاعر ان تزداد وتستقرّ بنضوج لتتكلل بالزوّاج".
في المقابل، تشرح الحسيني ان "بعض الاشخاص بعد الاطمئنان الى انهم حصلوا على شريك حياتهم الدائم، يبدأون بالبحث عن الممنوع فـ"الممنوع مرغوب لديهم"، لأنهم في بحث دائم عن الممنوع وعن المستحيل. وهنا تبدأ المشكلات التي تؤدي الى الطلّاق، في أغلب الاحيان".
من جهة ثانية، تشير الى ان "المرء يشعر بعد الزّواج، بانه في تبعية دائمة للشريك، يفقد استقلاليته، يفقد رفاقه، يفقد هواياته، لذلك على الزّوجين ترك بعض المساحات الصغيرة، كي لا يشعر أي طرف منهما بالاختناق والسجن".
وتحمّل الحسيني مسؤولية النظرة الخاطئة الى الزواج للمجتمع بحيث تؤثر الامثال الشعبية المتوارثة من جيل الى آخر على المتزوّجين، وتنقل لهم العدوى السلبية، فنراهم يرددون الامثال: "ما متت وما شفت مين مات"، "شو بدّك تتزوج حدا بيجيب الدّب ع كرمه"، "اللي عند أهلها ع مهلها"، وغيرها من الامثال التي تشجّع إمّا على فكرة عدم الزّواج، وإمّا على الطّلاق...
بين مؤيد ومعارض... يبقى الحبّ أساس كلّ علاقة تتكلّل بالزواج فهو يزّين هذا الزواج ويرويه يوماً بعد يوم، ليحافظ عليه، ويمتّنه...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك