من المؤكد أنّ ملكة جمال لبنان الجديدة ساندي تابت لم تغفُ بسهولة ليلة السبت، بعد تتويجها باللقب. من حقّ هذا الفتاة أن تفرح مع أهلها وأحبّائها، وأن تبني لها أحلاماً للمستقبل معتمدةً على صفتها "الملكيّة" الجديدة. ولكن، بعد "سَكرة" الفوز، حان وقت "الفكرة"...
هل تيسّر لـ "الملكة" الجديدة أن تمسك هاتفها الخلوي، بين اتصال تهنئة وآخر، لتستطلع ما يُكتب عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكتشف بأنّ ما من لبنانيٍّ مقيم أو مغترب، مع ٨ أو ١٤ آذار، مسيحي أو مسلم أو ملحد، مع خيار انتخاب ميشال عون رئيساً أو ضدّه، يوافق على انتخابها، باستثناء، طبعاً، الأهل وبعض الأصدقاء ومنظّمي الحفلة، مع طرحنا علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان أعضاء لجنة الحكّام يشملهم هذا الرأي.
لن نخوض في الشكوك المتداولة حول "واسطة" أو تركيبات أوصلت واحدة من المشتركات الى اللقب، بل سنكتفي بنعمة النظر التي نملكها لنكتشف بأنّ ساندي غير مستحقّة لما نالته، وبأنّ من بين المشتركات من هنّ أجدى بحمله، وبأنّ من بين المشتركات أيضاً من لا يستأهلن أن يحملن حتى صفة مشتركة في المسابقة الجماليّة.
ويدفعنا ما سبق، وما شاهدناه في الحفلة وما قرأناه على مواقع التواصل الاجتماعي، وما حصل في سنوات سابقة في المسابقة نفسها، أن نطالب بإعادة نظر بـ"تركيبة" هذه المسابقة التي تحتاج الى إصلاحٍ وتغيير فتكون أكثر احترافيّة وشفافيّة، إذ يكفينا ما نعانيه من فسادٍ مستشرٍ في أكثر من قطاعٍ وإدارة. فما حصل ليلة السبت ليس له سوى تفسيرَين: إما جهل بمعايير الاختيار أو اختيار متعمّد بغضّ النظر عن المعايير.
لعلّ الشغور في بعض المواقع يكون أحياناً أجدى من إشغاله بالشخص غير المناسب...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك