يُنقل عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أنّه، على الرغم من الابتعاد عن لبنان للمشاركة في مؤتمر برلماني في جنيف، لم ينقطع عن التواصل مع مقرّبين منه في لبنان لمتابعة مجريات الاتصالات السياسيّة المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، كما قرأ بتمعّن نصّ الكلمة التي ألقاها عصر أمس أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله التي حسم فيها موافقته على خيار ميشال عون رئيساً للجمهوريّة وسعد الحريري رئيساً للحكومة، معلناً تفهّمه لموقف بري.
وتشير مصادر قريبة من بري الى أنّ الأخير عبّر في أكثر من مناسبة في الأيّام الأخيرة عن غضبه من الحريري محمّلاً إيّاه مسؤوليّة وصول عون الى رئاسة الجمهوريّة، وهو ما لم يتردّد بري بقوله أمام عون أثناء زيارة الأخير عين التينة إذ أبلغه أنّ "مشكلتي مع الحريري مش معك". إلا أنّ هذا الأمر، وإن كان يطمئن عون والمقرّبين منه الى أنّ انتخابه بات محسوماً، ما دام رئيس المجلس لن يقاطع جلسة الانتخاب، فإنّه يطرح قلقاً كبيراً حول قدرة ورغبة بري على عرقلة تأليف الحكومة، الأمر الذي سيلحق ضرراً كبيراً بالعهد الرئاسي الجديد في انطلاقته.
وتشير المعلومات الى أنّ الاتصالات بين الرابية والضاحية الجنوبيّة ستتركّز في هذه المرحلة على تجنّب "قطوع" العرقلة، وتسهيل تشكيل حكومة تحظى بغطاءٍ شيعي، خصوصاً أنّ مسؤولين في حزب الله كشفوا عن أنّ موقف "الحزب" سيكون منسجماً حكوميّاً مع موقف بري، وهو لن يشارك في حكومة يغيب عنها ممثّلون لـ "الأستاذ". وقد ذهبت مصادر في "الحزب" الى التأكيد "أنّنا سايرنا عون في الرئاسة، لكنّنا سنساير بري في الحكومة".
ولكن، وفي ظلّ هذا المشهد السياسي العام، قبل أسبوعٍ تماماً من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة التي يرجّح أن تكون حاسمة، اختار أحد النوّاب، ردّاً على سؤال عن موقف بري من انتخاب عون، القول إنّه يعتمد لحلّ هذا الأمر على عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب جيلبرت زوين المشاركة في الوفد المرافق لبري في جنيف، مشيراً الى أنّ زوين ستقنعه حتماً بتعديل موقفه!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك