وأضافت هذه المصادر: "إنّ المعنيين بالاستحقاق، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، ينتظرون تطوّر الأمور في الساعات والأيام المقبلة، وفي ضوئها سيبنون على الشيء مقتضاه. وفي رأي هؤلاء أنّ احتفال "التيار الوطني الحر" المسبَق بالفوز المتوقع فيه شيء من المبالغات ونوع من استباق الأمور، بحيث أنّ "التيار" يحتفل قبل الاحتفال الكبير".
وإزاء الجلسة، تسود في بعض الأوساط مقترحات من مِثل تأجيل الجلسة لثلاثة ايام لاستكمال الاتصالات، وأن يدعو بري طاولة الحوار لتظهير التسوية من خلالها بشِبه إجماع عليها، لكنّ هذه المقترحات لم يؤخَذ بها حتى الآن، والبعض اعتبرها اقتراحات غير ناضجة، لكنّ ذلك لا يمنع من وصفِ ما هو جارٍ بأنّه سياسة المياومة، على ان تكون تطورات الساعات الاخيرة التي تسبق جلسة الانتخاب هي الحاسمة.
إذ لا يمكن القول الآن "فول قبل ما يصير بالمكيول"، فالتحضيرات اللوجستية والسياسية للجلسة قائمة على قدم وساق، لكنّ أحداً لا يمكنه ضمان عدم حصول مفاجآت. وبين القوى السياسية من يسأل: أين هو الرئيس سعد الحريري؟ هل التقى أحداً من المسؤولين السعوديين أم لم يلتقِهم؟.
وفي وقتٍ انتقلَ من الرياض الى باريس، فإنّ الإيجابيات المشاعة حول تأييد سعودي للتسوية المطروحة تأسيساً على مبادرته لا أحد يؤكدها إلّا محيطه، ما يجعل الأنظار متّجهة إلى الرياض في ظلّ تساؤل عن إمكان صدور موقف سعودي علني أو عبر قنوات معيّنة.
ويبدو أنّ هذا الموقف السعودي سيكون تجديد التأكيد على عدم التدخّل في الشأن الداخلي اللبناني وأنّ المملكة تدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، وهي تتمنى للبنان الخروج من الأزمة. ولم تستبعد مصادر واسعة الاطّلاع ان يحمل هذا الموقف الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي سيصل الى بيروت في أيّ وقت.
على أنّ جهات سياسية فاعلة ومؤثّرة في الاستحقاق أكّدت لـ"الجمهورية" أنّ انعقاد جلسة الانتخاب في موعدها بلا أيّ تأجيل سيكون مؤشراً على وجود "قوى خارقة" تحصّن هذا الاستحقاق، وبهذا سيُسجَّل للحريري أنّه أحسن في أداء دوره في ضوء المعطيات التي شجّعته على إطلاق مبادرته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك